زائر . المجيب: سماحة آیة الله السید محمد محسن الحسیني الطهراني
رمز المتابعه:45399/258تاریخ الإجابة: 01/05/30 12:00:00 ص الموضوع: المهر في الزواج

لزوم التقيّد بمهر السنّة

السؤال: السلام عليكم.. لقد مضت عدّة سنوات وأنا أطلب من الله أن يحلّ مشكلة زواج أختي، ولكن إلى الآن لم يحصل أيّ شيء، ولقد توسلت بجميع الأئمة واستشفعت بهم أيضاً, ولكن لم يستجب الله لي بعد. ويقول الناس: إنّ هناك أحداً عمل عملا يمنع من نصيب أختك.. و لكنّني لا أعتقد ذلك، فهل من المعقول أن يشاء الله شيئاً ولا يتحقق؟! وبعضهم ينصحني أن أذهب إلى أحد كتّاب الحجابات والأدعية, ولكنني أعتقد أنّه حتى لو كان قد كتب لها سوءً, فلو أراد الله حلّ المشكلة فإنّها ستحل. وأنا لا أعلم ما ينبغي عليّ فعله. وأبي وأمي يتألّمان كثيرا, فمع أنّ أختي تعمل, وتتصف بالجمال والإيمان والرصانة، إلا أنّها لم توفّق للزواج.. أخبروني ما الذي يمكنني فعله لأجلها؟ وأيّ دعاء يكون مؤثرا لها؟ بدأت أفقد الأمل من الله شيئاً فشيئا.. فقد ضاقت الدنيا بنا... أرجو أن تساعدوني، مع التوجه إلى أنّني أختها الأصغر, و قد مضى سنة على زواجي، وأخشى أن أصبح أمّاً, ومن الممكن حينئذ أن تفقد هي الأمل من كلّ شيء.

الإجابة:

هو العالم

"إن الله على كلّ شيء قدير, ففي مسألة الزواج يجب التوجه إلى أصلين:
الأصل الأول: انتساب ذلك إلى الله, حيث يقول سبحانه: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون. وعلى هذا الأساس ففي أيّ وقت يقتضي فيه التقدير و المشيئة الإلهية الأمر بتحقق الزواج فسوف يحصل ذلك خارجاً, لذا فالدعاء وطلب ما فيه المصلحة من الله لحلّ هذه المشكلة أمرٌ ممدوح ومناسب جداً.
وأما الأصل الثاني: يجب أن يكون اختيار الإنسان في تحقيق هذه المسألة حسبما يتطابق مع الضوابط الشرعية المقدسة، وأن يراعي حين الإقدام على هذا المشروع ما قد ورد في الإسلام حول ميزان اختيار الزوج ومعياره، وأن يجتنب الأمور الاعتبارية التي ـ مع الأسف ـ أصبحت رائجة في هذه الأيام. فيجب أن لا يكون هناك شروط ومتطلبات غير منطقية لتحول دون مسألة الزواج، ويجب أني يستند الزواج على انتخاب الإيمان والتقوى و العقل والتدبير وشهامة الرجل. وأمّا المهر الثقيل فإنّه موجب لنشوء الاختلاف والتشتت. وقد سنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مهر النساء في الإسلام, وعلى الجميع أن يتبعوه، فقد كان مهر السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام مهر السنّة النبوية، يعني خمسة عشر درهم شرعي (فضّة). وعلى كلّ شخص أن يكون مطيعاً وتابعا وسائراً على سيرة أولياء الدين ومنهجهم، وأن يسلّم قلبه وضميره لممشاهم، عندها سيهديه الله طريقه ويساعده.