معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
المقالات و المحاضرات > محاضرات العلامة الطهراني > كتاب أنوار الملكوت > نور ملكوت القرآن > نور ملكوت القرآن ـ المجلس السابع: تفسير الصراط المستقيم وتأويله بأمير المؤمنين عليه السلام.

_______________________________________________________________

هو العليم

سلسلة مباحث أنوار الملكوت
نور ملكوت القرآن

المجلس السابع: تفسير الصراط المستقيم وتأويله بأمير المؤمنين عليه السلام

(مواعظ شهر رمضان المبارك من عام 1390 )

من مصنّفات العلاّمة الراحل

آية اللـه الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدس اللـه نفسه الزكيّة

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

بسم اللـه الرّحمن الرّحيم‏
والصّلاة على محمّد وآله الطّاهرين‏
ولعنة اللـه على أعدائهم أجمعين
من الآن إلى قيام يوم الدّين

    

الشواهد التي تدلّ على أنّ للقرآن ظاهر وباطن

{فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُوم *ِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَريمٌ * في‏ كِتابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمين}.[1]
إنّ ظاهر معنى هذه الآية المباركة هو: "أُقسم بمواضع ومواقع النجوم! وإنّه ـ لو تعلمون ـ لقسم عظيم! إنّه لقرآن شريف وعظيم، ومحفوظ ومستتر في كتاب لا يستطيع أيّ أحد أن يمسّه أبداً إلاّ المطهّرون، وقد نزّله ربّ العالمين".
يُستفاد من هذه الآية أنّ القرآن يمتلك حقيقةً رفيعةً جدّاً محفوظة في عالمٍ آخر لا يصل إليها إلاّ أصحاب الطهارة الواقعيّة وحسب، وأنّ هذا القرآن الذي في أيدي الناس عبارة عن مرتبته الدنيا المنزلة من قِبل اللـه تعالى.
ويقول الحقّ سبحانه في سورة الزخرف: {حم * وَالْكِتابِ الْمُبينِ * إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ في‏ أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكيم}‏.[2]
"يا أيّها الرسول! أقسم بالكتاب البيّن والمبيّن بأنّا جعلنا القرآن عربيّاً وواضحاً لكي تصل أفهامكم ـ أيّها الناس ـ إلى معانيه! غير أنّ هذا القرآن لدينا في عالم أمّ الكتاب رفيع المنزلة ومتين، أي بسيط ومجرّد وعالٍ."
لقد وردت عدّة آيات وروايات تُفيد بأنّ للقرآن مرتبتين: الأولى حقيقة القرآن، والأخرى ظاهر القرآن. فظاهر القرآن هو هذا الذي يُقرأ وتُفهم منه المعاني الظاهريّة، وكلّما زاد نصيب الإنسان من العلم والتقوى؛ وصل إلى درجة أرفع منه وأدرك معانٍ أعمق. وهكذا، فإنّ ازدياد العلم والتقوى سيُؤدّي إلى ازدياد الفهم والإدراك إلى أن يصل المؤمن إلى الطهارة المطلقة (أي الفناء المطلق)، فتنفتح بصيرة قلبه ولا يعود يستشعر في نفسه أيّ شائبة من الوجود؛ حينئذٍ سيصل إلى حقيقة القرآن الواقعيّة، ويتمكّن من بلوغ حقيقة القرآن في عالم أمّ الكتاب، هناك حيث منبع هذه الآيات ومصدر نزولها، وهناك أيضاً يتواجد القرآن العليّ والعظيم والحكيم.
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِىٍّ [بن أبى‏طالب صَلَواتُ اللـه عَلَيهِما]: «إنّ كِتابَ اللـه تعالى عَلَى أربَعَة أشياءَ: عَلَى العِبارَة، والإشارَة، واللَّطائِفِ، والحَقائِقِ. فَالعِبارَة لِلعَوامِّ، والإشارَة لِلخَواصِّ، واللَّطائِفُ لِلأولياءِ، والحَقائِقُ لِلأنبياءِ» (والمهتدين إلى مقام الوحي والإلهام).[3]
وفي كتاب "الكافي" الشريف، يروي محمد بن يعقوب الكليني بإسناده عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال:
«ما يَستَطيعُ أحَدٌ أن يَدَّعِىَ أنّ عِندَهُ جَميعَ القُرآنِ كُلِّهِ ظاهِرِهِ وباطِنِهِ غَيرُ الأوصياءِ» (أمير المؤمنين وأبناؤه الأحد عشر الذين تحمّلوا أعباء مقام الوصاية وكانوا هم الحفّاظ والصائنين للقرآن).[4]
وقد وردت في نفس هذا الكتاب رواية ٌعن الإمام الصادق عليه السلام حول تفسير الآية المباركة: {بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ في صُدُورِ الَّذينَ أُوتُوا الْعِلْم}[5] يقول فيها: «هم الأئمّة».[6]
وجاء فيه أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:
«نَحنُ الرّاسِخُونَ في العِلمِ ونَحنُ نَعلَمُ تَأويلَهُ!»[7]
وجاء فيه أنّه عليه السلام قال:
«إنّ اللـه جَعَلَ وَلايَتَنا أهلَ البَيتِ قُطبَ القُرآنِ وقُطبَ جَميعِ الكُتُبِ، عَلَيها يَستَديرُ مُحكَمُ القُرآنِ وبِها نَوَّهَت [يُوهَبُ‏] الكُتُبُ ويَستَبينُ الإيمانُ؛ وقَد أمَرَ رَسولُ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيه وآلِهِ أن يُقتَدَى بِالقُرآنِ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللـه عَلَيه وآلِهِ، وذَلِكَ حَيثُ قالَ في آخِرِ خُطبَة له خَطَبَها: إنّى تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ: الثَّقَلَ الأكبَرَ والثَّقَلَ الأصغَرَ؛ فَأمّا الأكبَرُ فَكِتابُ اللـه [رَبّى‏]، وأمّا الأصغَرُ فَعِترَتي أهلُ بَيتي! فَاحفَظُوني فيهِما فَلَن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكتُم بِهِما!»[8]
والسبب في ذلك هو أنّ الأئمّة الأطهار يمتلكون العلم بحقائق القرآن، حيث وجدت نفوسهم الشريفة طريقها إلى عوالم التوحيد والصفات والأسماء والملائكة وأدركت كيفيّة تنزّل الملائكة وتقديرها وتدبيرها للعوالم، فصارت متحقّقة بهذه المعاني؛ ولهذا فهم يُمثّلون حقيقة القرآن كما يروي الشيخ الطوسي في كتابه الأمالي عن أمّ سلمة:
قالَت: سَمِعتُ رَسُولَ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيه وآلِهِ [و هُوَ] يَقُولُ: «إنّ عَلِيًّا مَعَ القُرآنِ والقُرآنَ مَعَ عَلِيٍّ عَلَيه السّلامُ، لايَفتَرِقانِ حَتَّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ!»[9]

    

بعض الآيات الشريفة التي تحتاج إلى تأويل

وبناءً عليه، سيتّضح ـ أوّلاً ـ معنى الأخبار التي تُشير إلى أنّ القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم وفي الفرائض والسنن، كما ورد في "الكافي" بإسناده عن الأصبغ بن نباتة:
قالَ: سَمِعتُ أميرَ المُؤمِنينَ عَلَيه السّلامُ يَقُولُ: «نَزَلَ القُرآنُ أثلاثًا: ثُلُثٌ فينا وفي عَدُوِّنا، وثُلُثٌ سُنَنٌ وأمثالٌ، وثُلُثٌ فَرائِض وأحكامٌ».[10]
حيث أنّ المراد من ذلك هو تأويلات القرآن الواردة حوله عليه السلام وأهل بيته وحول أعدائه وأعداء أهل بيته والذين يُمثّلون ـ في الحقيقية والواقع ـ أعداء الحقّ والإيمان والإسلام. ومن المحتّم أنّ هذا المعنى لن يكون في المتناول إلاّ عن طريق التأويل والوصول إلى حقائق القرآن وإرجاع معانيه [إلى أصولها]. وتوجد في هذا المجال العديد من الروايات، كما قامت جماعة من الأصحاب بتأليف كتب في تأويل القرآن، كما صنّفوا كتباً في الأخبار الواردة عن الأئمّة عليهم السلام حول تأويل كلّ آيةٍ آية، سواءً كانت تتعلّق بنفس الأئمّة أو بشيعتهم أو بأعدائهم، وذلك بحسب ترتيب السور والآيات القرآنيّة. ويقول المرحوم المحقّق الكاشاني أنّه عثر على أحد هذه الكتب، وكان يتألّف ممّا يقرب من عشرين ألف بيت.
ونحن سنذكر بعض هذه الموارد ، ثمّ نتناولها بعد ذلك بالبحث والتحقيق.
جاء في كتاب "الكافي" عن مولانا الإمام محمد الباقر عليه السلام في قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمينُ * عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرينَ (للناس في طريق اللـه) * بِلِسانٍ عربيٍّ مُبينٍ}[11]، قال:
«هِي الوِلايَة لأميرِ المُؤمِنينَ».[12]
وفي نفس الكتاب عن عمر بن حنظلة عن مولانا الصادق عليه السّلام:
سَأله عَن قَولِ اللـه تعالى: {قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهيداً بَيْني وبَيْنَكُمْ ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتاب}[13] قال: فَلَمّا رَآني أتَتَبَّعُ هَذا وأشباهَهُ مِنَ الكِتابِ قالَ: «حَسبُكَ كُلُّ شيءفي الكِتابِ مِن فَاتِحَتِهِ إلَى خاتِمَتِهِ مِثلُ هَذا فَهُوَ في الأئِمَّة عُنُوا بِهِ».[14]
وتوجد في "تفسير العيّاشي" رواية عن محمّد بن مسلم عن مولانا الإمام محمّد الباقر عليه السلام مفادها:
قالَ: «يا أبا مُحَمَّدُ! إذا سَمِعتَ اللـه ذَكَرَ قَومًا مِن هَذِهِ الأمَّة بِخَيرٍ فَنَحنُ هُم، وإذا سَمِعتَ اللـه ذَكَرَ قَومًا بِسُوءٍ مِمّن مَضَى فَهُم عَدُوُّنا».[15]
وجاء في تفسير "مجمع البيان" عند تفسيره للآية المباركة: {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هاد}[16]:
عنِ ابنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمّا نَزَلَتِ هذه الآيَة قالَ رَسولُ اللـه: [صَلَّى اللـه عَلَيه وآلِهِ وسلّم‏] «أنا المـُنذِرُ وعَلِيٌّ الهادي مِن بَعدي؛ يا عَلِيُّ بِكَ يَهتَدي المـُهتَدُون (إلى طريق اللـه ويسلكون في ذلك الطريق)!»[17]
وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب "شواهد التنزيل" بالإسناد عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن الحكم بن جبير عن أبي بردة الأسلمي، قال:
دَعا رَسولُ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيه وآلِهِ وسَلَّم بِالطَّهُورِ وعِندَهُ عَلِيُّ بنُ أبي ‏طالِبٍ؛ [عَلَيه السّلامُ‏] فَأخَذَ رَسولُ اللـه [صَلَّى اللـه عَلَيه وآلِهِ وسَلَّم‏] بِيَدِ عَلِيٍّ [عَلَيه السّلامُ‏] بَعدَ ما تَطَهَّرَ فَألزَقَها بِصَدرِهِ ثُمَّ قالَ: «إنَّما أنتَ مُنذِرٌ!» ثُمَّ رَدَّها إلَى صَدرِ عَلِيٍّ [عَلَيه السّلامُ‏] ثُمَّ قالَ: «ولِكُلِّ قَومٍ هادٍ!» ثُمَّ قالَ: «إنَّكَ مَنارَة الأنامِ وغايَة [رايَة] الهُدَى وأميرُ القُرَى، أشهَدُ عَلَى ذَلِكَ أنَّكَ كَذَلِكَ!»[18]
وحول تفسير الآية الشريفة: {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقيمَ} توجد في «معاني الأخبار» رواية عن مولانا الصادق عليه السّلام يقول فيها:
«هي الطَّريقُ إلَى مَعرِفَة اللـه، عَزّ وجَلَّ وهُما صِراطانِ: صِراطٌ في الدُّنيا وصِراطٌ في الآخِرَة. فَأمّا الصِّراطُ الَّذي في الدُّنيا فَهُوَ الإمامُ المـُفتَرضُ [المفرُوضُ‏] الطّاعَة، مَن عَرَفَهُ في الدُّنيا واقتَدَى بِهُداهُ مَرَّ عَلَى الصِّراطِ الَّذي هُوَ جِسرُ جَهَنَّمَ في الآخِرَة ومَن لَم يَعرِفهُ في الدُّنيا زَلَّتْ قَدَمُهُ عَنِ الصِّراطِ في الآخِرَة، فَتَرَدَّى في نارِ جَهَنَّم».[19]
وعليه، سيتّضح جليّاً معنى الأخبار التي تقول بأنّ المراد من الصراط في هذه الآية هو صراط علي بن أبي طالب أو نفسه المقدّسة أو أنّ الأئمّة هم الصراط المستقيم.
وفي رواية أخرى: «نَحنُ الصِّراطُ المـُستَقيمُ»[20]. وفي بعض الأخبار: «هو صِراطُ عَلِيِّ بنِ أبي ‏طالِبٍ»[21]. وقد ورد عن الصّادق: «إنّ الصِّراطَ أميرُ المـُؤمِنينَ عَلَيه السَّلامُ»[22].
وجاء في "تفسير القمّي" عند تفسيره للآية المباركة: {والسَّماءَ رَفَعَها ووَضَعَ الْميزان}[23] عن مولانا الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال:
«السَّماءُ رَسولُ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيه وآلِهِ وسَلَّم رَفَعَهُ اللـه إلَيهِ، والميزانُ أميرُ المُؤمِنينَ عَلَيه السّلامُ نَصَبَهُ لِخَلقِهِ». قيلَ: {ألّا تَطغَوا في الميزانِ}، قالَ: «لاتَعصَوُا الإمامَ!» قيلَ: {وأقيمُوا الوَزنَ بِالقِسطِ}، قالَ: «أقيمُوا الإمامَ العَدْلَ»، قيلَ: {ولا تُخسِرُوا الميزانَ} قالَ: «لاتَبخَسُوا الإمامَ حَقَّهُ ولاتَظلِمُوهُ!»[24]
وفي تفسير الآية الشريفة: {نَضَعُ الْمَوازينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَة فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً}[25]، جاء عن "الكافي" و"معاني الأخبار" عن مولانا الصادق عليه السّلام:
إنَّهُ سُئِلَ عَن هَذِه الآيَة فَقالَ: «هُمُ الأنبياءُ والأوصياءُ»[26].
و في رِوايَة أخرى: «نَحنُ الموازينُ القِسط» (التي نصبها اللـه تعالى يوم القيامة ليزن بها أعمال العباد؛ ولهذا فلن يتعرّض أحد للظلم)![27]
ونظير هذه الآيات التي فُسّرت وأُوّلت بالأئمّة الطاهرين وأمير المؤمنين موجود بكثرة في القرآن المجيد. ولكي يتجلّى لنا هذا المطلب ونفهم حقيقته بشكل جيّد، سنتعرّض لبيان المسألتين الأخيرتين ـ أي الصراط المستقيم والميزان اللذين تمّ تفسيرهما بأمير المؤمنين ـ، لتتّضح بذلك بقيّة الآيات الواردة في شأنهم أو شأن أعدائهم.

    

ما هو معنى تفسير "الميزان" وتأويله بأمير المؤمنين عليه السلام؟

المسألة الأولى: وترتبط بمعنى الميزان. ولبيان هذا الأمر، نحتاج إلى مقدّمتين:
المقدّمة الأولى: للألفاظ الموضوعة في اللغة معان كلّية، فلا يختصّ معناها بفرد معيّن. فمن باب المثال، لمـّا قاموا بوضع لفظ "المصباح"، فإنّهم وضعوه لمعنى عامّ، وهو عبارة عن ذلك الموجود النوراني الذي يُضيء تحته الموجودات المظلمة. في ذلك الزمان، كان المصباح مقتصراً على فتيلة يضعونها في إناء فيه زيت، فيُشعلون الفتيلة من رأسها لينبعث منها الضوء والدخان؛ وقد كانوا يُطلقون على هذا الموجود الخاصّ بهذه الكيفيّة الخاصّة اسم المصباح. بعد ذلك شاع استعمال المصباح النفطي، حيث كانوا يسكبون النفط في وعاء مغلق ويضعون فيه فتيلة ويُغطّون الفتيلة بغطاء زجاجي ويدعونه أيضاً "مصباحاً" من دون أن يغيّروا في الاسم أدنى تغيير؛ كأنّ معنى المصباح الذي كان يشتعل بالزيت سابقاً، هو بعينه معنى المصباح النفطيّ ذي الغطاء الزجاجي. فلا خصوصيّة إذاً لزيت المصباح ودخان الفتيلة في معنى اسم المصباح، بل إنّ معناه هو المعنى العامّ الذي يمثّل جسماً نورانيّاً ومنيراً. وباعتبار أنّ هذا المعنى الكلّي لا يختلف في هذين الفردينِ من فئة المصباح، فقد استُعمل لفظ "المصباح" في الفرد الثاني بنفس العناية الأولى التي استُعمل بها في الفرد الأوّل. واستمرّ الأمر على هذا النحو حين اخترع المصباح الغازيّ، وتبعه اكتشاف الكهرباء والمصباح الكهربائيّ بأنواعه المختلفة، حيث أُطلق عليها بأجمعها اسم المصباح؛ ولا يختصّ الأمر بلفظ المصباح، فقد كان لفظ المصباح مجرّد مثال، بل إنّ ذلك ينسحب على جميع الألفاظ.
والأمر على هذه الشاكلة بالنسبة للفظ "الميزان" أيضاً. فالميزان هو آلة للقياس والوزن. وقد كانوا يقيسون الأجسام سابقاً بميزان ذي كفّتين معلّقتين بسلاسل طويلة وفي قمّته مؤشّر (لسان الميزان) ويُسمّونه ميزاناً. ثمّ أصبحوا يُطلقون هذا الاسم بنفس العناية الأولى على الميزان الذي له كفّتان من دون سلاسل وله مؤشّر في الأسفل. بعد ذلك استُعملت موازين عموديّة ذات كفّة واحدة (قبّان)، وموازين كبيرة لوزن الأشياء الثقيلة، وموازين ذات نوابض؛ فدُعيت بأجمعها موازين بنفس العناية. ومع هذا يُلاحظ أنّ لفظ الميزان لم يوضع لوزن الأشياء الجسمانيّة وثقلها، بل هو بمعنى آلة القياس. ومن البديهيّ أنّ آلة قياس كلّ شيء تختلف عن آلة قياس الأصناف والأنواع الأخرى. فجهاز قياس مقدار الكيلو واطات المستهلكة من الكهرباء يُدعى عدّاد كهرباء ، وجهاز قياس مقدار جريان الماء يُسمّى عداداً و ميزاناً، وجهاز قياس درجة حرارة البدن يُدعى مقياساً وميزاناً للحرارة، وكذلك بالنسبة لجهاز قياس ضغط الدمّ ونبض القلب، وجهاز قياس شدّة جريان التيّار الكهربائيّ أو القوّة المحرّكة الكهربائيّة، حيث تُسمّى بأجمعها مقاييس وموازين. كما تُدعى كلّ آلة من آلات قياس اتّجاه الريح والزلازل وحرارة الجوّ والضغط الجوّي ميزاناً ومقياساً.
فالميزان لفظ عامّ يُطلق على جميع هذه الأجهزة، بَيدَ أنّ جهاز قياس كلّ شيءيتناسب مع ذلك الشي‏ء. فميزان الماء يختلف عن ميزان الحرارة، كما أنّ ميزان نبض القلب يُغاير الميزان الذي يوزن به الحطب. فإن شئنا قياس المحبّة وتحديد مقدار وجودها في الأشخاص بواسطة مقياس صحيح، فما هو المقياس والميزان اللازم لذلك؟ وبأيّ شكل و صِفةٍ يجب أن يكون؟ ولو أردنا قياس الخضوع والخشوع والعبوديّة والتقوى والصدق والغيرة والشهامة والإيثار والإنفاق والجهاد والشجاعة، وقياس الفناء عن الوجود المجازيّ والبقاء بوجود الحقّ تعالى، وتجلّي الأسماء والصفات، ودرجة المعرفة؛ فما هو المعيار والميزان الذي ينبغي استخدامه في كلّ واحد من هذه الأمور؟ وبأيّ شكل وصفة يجب أن يكون؟ بعدما علمنا أنّ مقياس كلّ شيء ينبغي أن يتناسب مع ذلك الشي‏ء.
المقدّمة الثانية: هي أنّه قد جاء في الآيات القرآنيّة والروايات الواردة عن الأئمّة الطاهرين صلوات اللـه وسلامه عليهم أجمعين أنّ اللـه تعالى قد وضع ميزاناً لقياس الأعمال في الدنيا، كما أنّ الأعمال ستوزن في الآخرة. بَيدَ أنَّهُ لم يُشاهد في أيّة آيةٍ أو روايةٍ أنّ الحسنات توضع في أحد كفّتي الميزان، وأنّ السيّئات توضع في الكفّة الأخرى، بل إنّ جميع الآيات والروايات متّفقة في الدلالة على أنّ الحسنات ذات وزن واعتبار، وأنّ السيّئات بلا وزن ولا اعتبار، وأنّ الحسنات هي التي تأخذ بِيَدِ الإنسان وتُنجيه في ذلك العالم الربوبيّ، وأنّ السيّئات ليست لها القابليّة للمقاومة والصمود هناك. فمن زادت أعمالُه الحسنة ثقُل ميزانه، ومن قلّت أعماله الحسنة خفّ ميزانه. يُضاف إلى ذلك أنّ السيّئات تُسبّب خفّة الميزان: {والْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، ومَنْ خَفَّتْ مَوازينُهُ فَأُولئِكَ الَّذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُون}[28].
وتوجد رواية في "التوحيد" للمرحوم الصدوق عن أمير المؤمنين عليه السّلام يقول فيها:
«إنَّما يَعنِي الحِسابَ؛ توزَنُ الحَسَنَاتُ والسَّيِّئاتُ، والحَسَناتُ ثِقلُ المِيزانِ والسَّيِّئاتُ خِفَّة المِيزانِ»[29].
كما رُوي في "الاحتجاج" عن مولانا الصادق عليه السّلام:
أنَّهُ سُئلَ أوَ لَيسَ تُوزَنُ الأعمالُ؟ قالَ: «لا! لأنّ الأعمالَ لَيسَ أجساماً وإنَّما هِيَ صِفَة ما عَمِلُوا، وإنَّما يَحتاجُ إلَى وَزنِ الشيءمَن جَهِلَ عَدَدَ الأشياءِ ولايَعرِفُ ثِقلَها وخِفَّتَها وإنّ اللـه لا يَخفَى عَلَيهِ شَي‏ءٌ». قيلَ: فَما مَعنَى الميزانِ؟ قالَ: «العَدلُ». قيلَ: فَما مَعناهُ في كِتابِهِ: فَمَن ثَقُلَت مَوازينُهُ؟ قالَ: «فَمَن رَجَحَ عَمَلُه»[30]
ومن هنا نستفيد بشكل واضح أنّ فعل الخير يصعد عند اللـه ويُعطي قيمة لروح الإنسان، وأمّا فعل الشرّ، فلا يتجه نحو اللـه، بل يجرّ الإنسان في الجهة المعاكسة إلى عالم البُعد والهجران. فاللـه هو الحقّ، وكلّ ما عند اللـه حقّ، وفي المقابل، فإنّ كلّ ما ليس عند اللـه هباء وباطل وضائع وفاسد.
وقد ورد في القرآن المجيد: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه}[32]، ويقول الحقّ تعالى أيضاً في سورة المجادلة (58)، الآية 11: {يَرْفَعِ اللـه الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجات}، حيث نُلاحظ في هاتين الآيتين التعرّض لمسألة صعود ورفع الأعمال. وعلى العكس من ذلك، فإنّه لم يُعبّر عن البُعد أو العمل السيّء بالصعود، بل عبّر عنه بالهبوط والتسافل والضياع: {ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلين}[32]، ويقول في سورة الرعد (13)، الآية 17: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ في الْأَرْض}.
وفيما يخصّ أولئك الذين لا يؤمنون باللـه ويوم القيامة، يقول الحقّ تعالى: إنّهم من الأساس لا يمتلكون أيّ عمل قيّم. وعليه، بما أنّ حسناتهم صفر، وسيّئاتهم بدورها لا تخضع للقياس (لأنّها هباء وباطل وعدم)، فلن يُوضع لهم يوم القيامة أيّ ميزان أبداً: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرينَ أَعْمالًا* الَّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَياة الدُّنْيا وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً* أُولئِكَ الَّذينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ ولِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَة وَزْناً}[33]. ويقول الحقّ تعالى في مقام بيان عدله: أنّه لو قام أحد بعملٍ حسن بمقدار حبّة من خردل، فإنّه تعالى سيُحضره، ولن يُظلم ذلك الشخص ولو بهذا المقدار: {ونَضَعُ الْمَوازينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَة فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّة مِنْ خَرْدَلٍ (بذرة فلفل) أَتَيْنا بِها وكَفى بِنا حاسِبين‏}[34].
فمن الواضح أنّ المراد من حبّة الخردل هي الحسنات لا السيّئات؛ إذ أنّ اللـه تعالى في مقام بيان نفي ظلم كلّ ذي نفس، وإلحاق الظلم بصاحب النفس يكون عند عدم احتساب حسناته، وأمّا لو لم يتمّ احتساب سيّئاته، فإنّ ذلك يُعدّ لطفاً وإرفاقاً به لا ظلماً له. كما يتضح جليّاً من هذه الآية أنّ الحسنات تقبل الإحضار والخضوع للمحاسبة والوضع في موازين القسط.
وعلى كلّ حال وبعد استعراضنا لهاتين المقدّمتين، نقول:
إنّ المراد من ميزان عمل كلّ أمّة هو عمل نبيّها أو وصيّ نبيّها؛ إذ أنّ اللـه تعالى أرسل نبيّه ووصيّ نبيّه لدعوة الناس في سبيل الارتقاء بهم إلى مستوى عقائدهم وأفكارهم، وبالتالي فإنّ كلّ من كان عمله أقرب إلى عمل نبيّه كان في الآخرة أدنى منه مقاماً، وكلّ من كانت حسناته أقلّ سيكون أبعد.
وقد نُقل في "الكافي" و"معاني الأخبار" عن مولانا الصادق عليه السلام:
أنّه سُئِلَ عَن قَولِ اللـه عَزَّ وجَلَّ: {وَنَضَعُ الْمَوازينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَة}قَالَ: «هُمُ الأنبياءُ والأوصياءُ عَلَيهِمُ السَّلامُ»[35].
وبهذا، سيتّضح جليّاً بأنّ معاني تلك الأخبار التي مفادها أنّ عليّ بن أبي طالب ميزان العمل ـ حيث نقرأ في زيارته عليه السلام: السّلامُ عَلَى مِيزانِ الأعمالِ ـ، هي أنّ الأعمال السيّئة تُفضي إلى البُعد والهجران، وأنّ الأعمال الحسنة هي التي ينبغي تقديرها؛ وفي هذه الحالة، فإنّهم سيقيسون أعمال الأمّة من خلال أعمال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام. فمثلاً في مجال العبادة، فإنّهم سيضعون عباداته عليه السلام ويقيسون بها عبادة كلّ شخص؛ فكلّما اقتربت تلك العبادة ـ من حيث الخلوص ـ من عبادته عليه السلام، كلّما كان مقام ذلك الشخص أقرب من مقامه عليه السلام، وكلّما كانت أبعد كان أبعد. وأيضاً في مجال الصلاة، يضعون صلاة الإمام ويقيسون بها صلاة كلّ شخص؛ والمقصود منها تلك الصلوات التي كانت تُشاهد منه عليه السلام، حيث كانت روحه تُحلّق عالياً أثناءها، ويقع مغمىً عليه بين أشجار النخيل، وينزعون السهم من رجله، وينمحي فجأة في الأنوار الإلهيّة.
وكذلك الأمر في مقام العدل والإنصاف، حيث يجعلون عدل الإمام معياراً وميزاناً، وكيف أنّه مع تسلّطه على الممالك الإسلاميّة وتكديس أقرانه نظير عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن أبي بكر ومعاوية وعمرو بن العاص لجبال من الثروات بحيث أنّه عند موت البعض منهم مرّت أيّام عديدة وهم يُكسّرون سبائك الذهب بالفؤوس والمعاول من أجل توزيع التركة، فإنّنا نراه عليه السلام وبسبب صاع من البرّ[36] يُعطيه لأخيه عقيل ـ مع أنّه يعلم بأنّه وأطفاله جوعى ويعلو وجوههم التراب وغبار الفقر والاضطراب، وقد جاءه عقيل عدّة مرّات طالباً منه منّاً من القمح الموجود في بيت المال ـ يُحمي الحديدة ويُدنيها من بدن أخيه عقيل حتى يرتفع أنينه، فيقول له الإمام عليه السلام: «ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ! أَتَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَتَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِه‏؟!» أو لمـّا استعارت ابنته قلادةً من بيت المال، فانتهرها عليه السلام بتلك الطريقة! وبعد رحيله عليه السلام عندما اعتلى مولانا الإمام الحسن عليه السلام المنبر وقال: لقد رحل أبي عن هذه الدنيا ولم يُخلّف شيئاً سوى أربعمائة درهم كان يُريد أن يبتاع بها خادماً لأهله![37]
نعم، هو ذاك الذي يقول:
«وَاللـه لَو أعطيتُ الأقاليمَ السَّبعَة بِما تَحتَ أفلاكِها عَلَى أن أعصِيَ اللـه في نَملَة أسلُبُها جُلبَ شَعيرَة ما فَعَلتُ! وأنّ دُنياكُم عِندي لأهوَنُ مِن وَرَقَة في فَمِ جَرادَة تَقضمُها!»[38]
وليس فقط أنّه مستعدّ لمنح كلّ ما يقع تحت يده من أفلاك ولا يسلب نملةً جلب شعيرة، بل نراه يُقسم باللـه أنّه لو تعرّض إلى أقسى العقوبات، فإنّ ذلك أفضل لديه من أن يظلم أحداً:
«وَاللـه لأن أبيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعدانِ مُسَهَّدًا أو أُجَرَّ في الأغلالِ مُصَفَّداً أحَبُّ إلَيَّ مِن أن ألقَى اللـه ورَسُولَهُ يَومَ القيامَة ظالِمًا لِبَعضِ العِبادِ وغاصِباً لِشيءمِنَ الحُطامِ!»[39]
وكذلك الأمر في مقام الإيثار والإنفاق على المساكين، فإنّهم يجعلون إيثاره وإنفاقه عليه السلام معياراً: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً ويَتيماً وأَسيراً}[40]. وفي مقام الجهاد في سبيل اللـه بالأموال والأنفس، يتّخذون من جهاده عليه السلام ميزاناً. وفي مقام كظم الغيظ والحياة بدون هوى وهوس، يجعلون كظمه للغيظ وطهارته عليه السلام ميزاناً.
عندما[41] توجّه عليه السلام إلى البصرة من أجل صدّ أصحاب الجمل، نزل بالربذة وانهمك في خيمته بخصف نعله، فجاء الحُجّاج القادمين من مكّة ليلتقوا به من أجل طرح بعض المسائل عليه، وبقوا خارج الخيمة ينتظرونه. دخل ابن عبّاس خيمته عليه السلام وقال له: يا علي! أقسم باللـه إنّ الناس أحوج إليك من أن تبقى جالساً في الخيمة لكي تُعالج نعليك! لم يعتن أمير المؤمنين بكلامه إلى أن انتهى من خصف نعله، ثمّ وضع فردتا النعل إلى جانب بعضهما البعض وقال: «يا بن عبّاس! أخبرني ما قيمة هذه النعل؟» فقال ابن عبّاس: درهم أو نصف. فقال أمير المؤمنين: «أقسم باللـه إنّ هذا الزوج من النعال لأفضل عندي من هذه الحكومة التي تدعونني إليها إلّا أن أتمكّن من أن أُقيم حقّاً، أو أدفع باطلاً[42][43]
وفي مقام الإيثار والتضحية بالنفس في سبيل الرسول الأكرم والدين، فإنّهم سيجعلون ليلةَ المبيت ودفاعه عن مولانا رسول اللـه في غزوة أُحُد وسائر الغزوات معياراً وميزاناً.
وبشكل عامّ، فإنّهم يجعلونه عليه السلام في جميع الصفات والأفعال مقياساً، ويقيسون بأعماله أعمال الأمّة والشيعة. فكلّما كان عمل الإنسان أقرب إلى عمله عليه السلام، وكان مؤشّر ميزان العمل، أو ميزان الصلاة، أو ميزان الجهاد، أو ميزان الزكاة، أو ميزان القرآن أو غيرها أقربَ إلى عمله، فإنّ ذلك العمل سيكون أثقل وأوزن. ولو فرضنا أنّ شخصاً عمل عملاً خالصاً لوجه اللـه الكريم مائة في المائة من جميع الجهات، فإنّ مؤشّر ميزان العمل سيُطابق عمله عليه السلام، وفي هذه الحالة سيكون ذلك الشخص قد صار فانياً في الولاية؛ فهنيئاً له. وإذا لم يمتلك شخصٌ ما أيّ عمل حسن، فإنّ المؤشّر سيقع في ذلك الطرف الذي يكون مقابلاً. وأمّا الأشخاص الذين أدّوا أعمالاً لكنّها كانت مشوبة، فإنّهم سيكونون في الوسط كلٌّ بحسب درجة إخلاصه وعدم إخلاصه؛ ولذلك فإنّ لكلّ شخص في القيامة مقاماً ومنزلة خاصّة. كان هذا فيما يخصّ كونه عليه السلام هو الميزان.

    

كيف يمكن تأويل الصراط المستقيم بأمير المؤمنين عليه السلام؟

وأمّا المسألة الثانية، فتتعلّق بمعنى الصراط، وكيف يكون عليه السلام هو الصراط المستقيم؟ فنقول في بيان هذه المسألة:
الصراط هو بمعنى الطريق والسبيل، ومن المعلوم بأنّ هذا الطريق يُؤدّي إلى اللـه، وبما أنّه ليس لله محلّ ومكان خارجي، فإنّ المراد منه هو الطريق النفسي لمعرفة ذاته المقدّسة جلّ جلاله. فالإنسان يمتلك حالات روحيّة مختلفة من بداية عمره إلى آخر لحظة من حياته، كما يمتلك حركات نفسانيّة وملكات أخلاقيّة نشأت من تكرار أعماله وحالاته. فهو ينتقل باستمرار من صورة إلى صورة، ومن حالٍ إلى آخر، ومن عقيدة إلى أخرى، ومن كمال إلى آخر، حتّى يصبح من المقرّبين ويصير من السابقين. فإن أخذت العناية الإلهيّة بيده؛ صار من الكاملين، وإن كان من المتوسّطين، صار من أصحاب اليمين. أمّا لو قاده الشيطان والنفس الأمّارة؛ صار من الأشقياء وأصحاب الشمال.
على أنّ في نفس كلّ فرد من أفراد البشر طريقاً باطنيّاً، بحيث تُعدّ جميع الأعمال التي يُؤدّيها في الظاهر خاضعةً لخطّته الباطنيّة تلك، ويُدعى ذلك الطريق الباطنيّ بالصراط. وهذا الصراط لا يكون مستقيماً إلاّ إذا بلغ بالسالك الجنّة والرضوان ولقاء اللـه بأقصر مسافة وأقلّ زمان ممكن؛ وهذا هو طريق اللـه والمعرفة الذي يُعتبر كلّ واحد من الأئمّة مبيّناً ومفصّلاً له، بل إنّ نفس الإمام هو الصـراط لأتباعه من أجل أن يسلكوا ـ من خلال نفسه ـ نفسَ الطريق الذي سلكه وانتهجه. وبما أنّ نفس الإمام هي أقرب طريق إلى اللـه تعالى، فإنّ الإمام هو الصراط المستقيم، وهو صراط أدقّ من الشعرة وأحدّ من السيف حقّاً.

    

الصراط في يوم القيامة هو ظهور للطريق الذي سلكه الإنسان

رُويَ عن الصادق عليه ‏السلام:
«إنّ الصُّورَةَ الإنْسَانِيَّةَ هِيَ الطَّرِيقُ المـُسْتَقِيمُ إلَى كُلِّ خَيْرٍ، والجِسْرُ المـَمْدُودُ بَيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ»[44].
ولا يخفى أنّ الصراط هو ظهور وتجلٍّ في يوم القيامة لنفس الطريق الذي سلكه الإنسان في الدنيا؛ لأنّ حقيقة الدنيا تتمثّل في جهنّم، وصراط جهنّم هو الطريق الذي يسلكه الإنسان في الدنيا تجاه اللـه تعالى؛ فالبعض يعرج ويتعثّر عند عبوره هذا الصراط فيهوي في جهنّم، وأولئك هم المغمورون في الشهوات، والمنغمسون في المادّيّات واللذائذ الدنيّة، بينما يعبر البعض جهنّم مثل البرق الخاطف: {وإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذينَ اتَّقَوْا ونَذَرُ الظَّالِمينَ فيها جِثِيّاً}[45].
عن عبداللـه بن مسعود عن رسول اللـه صلّى اللـه عليه وآله وسلّم قال:
«يَرِدُ النّاسُ النّارَ ثُمَّ يَصدُرُونَ بِأعمالِهِم؛ فَأوَّلُهُم كَلَمعِ البَرقِ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَحُضرِ[46] الفَرَسِ، ثُمَّ كَالرّاكِبِ، ثُمَّ كَشَدِّ[47] الرَّجُلِ، ثُمَّ كَمَشيِهِ»[48].
و في "تفسير[49] القمّي" ‏عن الصادق عليه السلام:
«الصِّراطُ أدَقُّ مِنَ الشَّعرِ وأحَدُّ من السَّيفِ؛ فَمِنهُم مَن يَمُرُّ عليه مِثلَ البَرقِ، ومِنهُم مَن يَمُرُّ عليه مِثلَ عَدوِ الفَرَسِ، ومِنهُم مَن يَمُرُّ عليه مَاشياً، ومِنهُم مَن يَمُرُّ عليه حَبواً، ومِنهُم مَن يَمُرُّ عليه مُتَعَلِّقاً فتَأخُذُ النّارُ مِنهُ شَيئاً وتَترُكُ شَيئاً»[50].

    

جهنّم هي ظهور الدنيا وتجلٍّ لها

وباختصار فإنّ جهنّم ظهور وتجلٍّ للدنيا، وكلّ من قدِم إلى الدنيا، يتحتّم عليه الذهاب إلى جهنّم؛ غاية الأمر أنّ البعض يعبر كالبرق الخاطف نظير الأنبياء والأوصياء، والبعض كالريح العاصف، وبعضهم ـ وهم أصحاب اليمين ـ كعَدو الفرس، وبعضهم كشدّ الرجل، وهم الذين يرتكبون المعاصي أحياناً ويتوبون أحياناً أخرى. وأمّا الذين اتبعوا الشهوات، فيقعون في جهنّم.
وعليه، يكون عَليٌّ عَليهِ السَّلامُ هُو الصِّراطُ المـُستَقِيمُ. من خلال هذين النموذجين الذين ذكرناهما في تفسير "الصراط" والميزان"، تكون جميع الآيات التي أُوّلت بهم أو بأعدائهم قد اتّضحت بشكل جليّ.
وعليه، لابدّ أوّلاً من التأويل، وينبغي ثانياً أن تُحافظ الآيات دائماً على عموميّتها وكلّيّتها لتشمل كلّ موضع فيه شائبة من المعنى المؤَوَّل. ولهذا السبب، لم يصرّح بالاسم في الآيات القرآنيّة.

    

أبيات من القصيدة الأزرية في مدح أمير المؤمنين عليه السلام

من خلال استعراضنا لهذه المسائل، صار جليّاً كيف أنّ أمير المؤمنين عليه الصلاة و‏السلام هو حقيقة القرآن. ولَكَم أجاد الشيخ كاظم الأزريّ في إنشاده قصيدته الألفيّة، رضوان اللـه الملك المتعالي عليه (ديوان شرح القصيدة الأزريّة، ص 150):
أيُّهــا الرّاكِــبُ الـمُجِــدُّ رُوَيــداً[51]
                             بِقُلــوبٍ[52] تَقَــلَّبَت في جَــواهـا[53]
إن تَـرائَت أرضُ الغَــريَّينِ فَاخْلَعْ
                             واخْــلَعِ النَّعلَ دونَ وَادِي طواها[54]
وإذا شِــمْتَ[55] قُبَّــة العــالَمِ الأعـ
                             ــلَى وأنــوارَ رَبِّهــا تَـغشَـــاهــا
فَتــواضَــع فَثَـــمَّ دارَةُ قُــــدسٍ
                             تَتَمــنَّى الأفــلاك لَثــمَ ثَــراهــا
قُـل لَـهُ والدُّموعُ[56] سَــفحُ عَقيــقٍ
                             والجَــوَى تَصــطَلِي بِنَــارِ غَضاها[57]
يــابْنَ عَمِّ الْمُصْــطَفى أنتَ يَدُ اللـهِ
                             التي عَــمَّ كُــلَّ شَــيْ‏ءٍ نَــداهــا
أنْـتَ قُــرْءَانُـهُ الْقَــديمُ وأوْصــا
                             فــكَ ءَايــاتُــهُ الَّتي أوْحــاهــــا
حَسْــبُـكَ اللَـهُ في مَئَــاثِـرَ شَــتَّى
                             هِيَ مِثْــلُ الأعْــدادِ لا تَـتَـنـاهَـى
لَيتَ عَيناً بِغَيــرِ رَوضِــكَ تَــرعَى
                             قَــذِيت واســتَمَرَّ فِـيها قَــذاهــا
أنْتَ بَعْــدَ النَّــبيِّ خَيْــرُ الْبَــرايـا
                             والسَّمــا خَيْــرُ ما بِهــا قَــمَراهـا
لَـكَ ذاتٌ كَـذاتِــهِ حَيْــثُ لــوْلا
                             أنَّــهــا مِثْــلُــها لَمــا ءَاخــاهــا
قَــدْ تَــراضَعْتُـمـا بِثَـدْيِ وِصـالٍ
                             كـانَ مِنْ جَــوْهَرِ التَّجَلّي[58] غِذاها
يَــا عَــليُّ الْمِقْــدار حَسْـبُـكَ لاهو
                             تِــيَّــةٌ لا يُحـــاطُ في عُــلْيــاهــا
أيُّ قُـدْسٍ إلَـيْـهِ طَبــعُـكَ يَـنْــمى
                             والمـراقـي الْمُقَـدَّســاتُ ارْتَقـاهـا
لَكَ نَفْسٌ مِنْ جَوْهَرِ اللُطْفِ صيغَتْ
                             جَــعَلَ اللـهُ كُـلَّ نَفْسٍ فِــداهــا
هِيَ قُــطْــبُ الْمُكَــوَّنــاتِ ولَــوْلا
                             هـا لمــا دارَتِ الرَّحَى لَــوْلاهــا
لَـكَ كَــفٌّ مِنْ أبْــحُرِ اللَـهِ تَجْـري
                             أنــهُــرُ الأنْبيــاءِ مِنْ جَـدْواهــا
حُــزْتَ مِلْكــاً مِنَ الْمَعــالي مُحيــطاً
                             بِــأقــاليمَ يَسْــتَحـيلُ انتِهـاهــا
يــا أخــا المُصْــطَفَى لَدَيَّ ذُنــوبٌ
                             هيَ عَيْنُ الْقَــذَى وأنْتَ جَــلاها
كَيْفَ تَخشَى الْعُصاة بَلوَى الْمَعاصـي
                             وبِــكَ اللَـهُ مُـنْقِــذٌ مُبْـتَــلاهــا
لَــكَ في مُرْتَقَى الْعُــلَى والْـمَعــالي
                             دَرَجــاتٌ لا يُــرْتَـقَى أدْنــاهــا[59]


[1] ـ سورة الواقعة (56)، الآيات 75 إلى 80.

[2] ـ سورة الزخرف (43)، الآيات 1 إلى 4.

[3] ـ بحار الأنوار، ج 89، ص 20، نقلاً عن جامع الأخبار.

[4] ـ في المقدّمة الثانية من تفسير الصافي، ج 1، ص 20؛ نقلاً عن الكافي، ج 1، ص 228.

[5] ـ سورة العنكبوت (29)، الآية 49.

[6] ـ في المقدّمة الثانية من تفسير الصافي، ج 1، ص 20 نقلاً عن الكافي، ج 1 ص 214.

[7] ـ في المقدّمة الثانية من تفسير الصافي، ج 1، ص 21 نقلاً عن الكافي، ج 1، ص 213.

[8] ـ في المقدّمة الثانية من تفسير الصافي، ج 1، ص 21.

[9] ـ الأمالي، الشيخ الطوسي، ص 506؛ سفينة البحار، ج 2، ص 414. وفي هامش كتاب شيعه در اسلام (الشيعة في الإسلام)، العلامة الطباطبائي، ص 5 يقول مؤلّفه بعد نقله لهذا الحديث: ونُقل هذا الحديث، عن 15 طريقاً من العامّة و11 طريقاً من الخاصّة. ورُواته أمّ سلمة، وابن عباس، وأبو بكر، وعائشة، وعليّ عليه السلام، وأبو سعيد الخدري، وأبو ليلى، وأبو أيوب الأنصاري. غاية المرام، البحراني، ص 539 و540.

[10] ـ في المقدمة الثالثة من تفسير الصافي، ج 1 ص 24؛ نقلاً عن الكافي، ج 2، ص 627؛ وفي ينابيع المودّة لذوي القربى، طبعة إسلامبول ص 126؛ وطبعة دار الأسوة، ج 1، ص 377؛ يقول: وفي المناقب عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السّلام قال: نزل القرآن على أربعة أرباع: ربعٌ فينا وربع [في‏] عدوّنا وربعٌ سننٌ وأمثال وربعٌ فرائض وأحكام، ولنا كرائم القرآن.

[11] ـ سورة الشعراء (26)، الآيات 193 إلى 195.

[12] ـ في المقدّمة الثالثة من تفسير الصافي، ج 1، ص 25 نقلاً عن الكافي، ج 1، ص 412 و العياشي.

[13] ـ سورة الرعد (13)، ذيل الآية 43.

[14] ـ في المقدّمة الثالثة من تفسير الصافي، ج 1، ص 25 نقلاً عن الكافي؛ و العياشي، ج 1، ص 13.

[15] ـ في المقدّمة الثالثة من تفسير الصافي، ج 1، ص 25، نقلاً عن العياشي، ج 1، ص 13.

[16] ـ سورة الرعد (13)، الآية 7.

[17] ـ مجمع البيان، ج 6، ص 15.

[18] ـ نفس المصدر.

[19] ـ تفسير الصافي، ج 1، ص 85، في تفسير سورة الحمد.

[20] ـ نفس المصدر.

[21] ـ بحار الأنوار، ج 35، ص 372.

[22] ـ تفسير الصافي، ج 1، ص 85، في تفسير سورة الحمد.

[23] ـ سورة الرحمن (55)، الآية 7.

[24] ـ تفسير الصافي، ج 5، ص 107؛ نقلاً عن تفسير القمّي، ج 2، ص 343.

[25] ـ سورة الأنبياء (21)، الآية 47.

[26] ـ تفسير الصافي، ج 3، ص 341.

[27] ـ نفس المصدر.

[28] ـ سورة الأعراف (7)، الآيتان 8 و9.

[29] ـ تفسير الصافي، ج 2، ص 181.

[30] ـ نفس المصدر.

[31] ـ سورة فاطر (35)، الآية 10.

[32] ـ سورة التين (95)، الآية 5.

[33] ـ سورة الكهف (18)، الآيات 103 إلى 105.

[34] ـ سورة الأنبياء (21)، الآية 47.

[35] ـ تفسير الصافي، ج 3، ص 341.

[36] ـ نهج البلاغة، ج 2، ص 216، في الخطبة رقم 224 التي أوّلها: والله لأن أبيتَ على حَسَك السعدان مُسهَّداً.

[37] ـ عثرت على هذه العبارة في النصّ الأصلي بهذا الشكل: عند اللَّه نحتسب عزانا في أمير المؤمنين، ولقد أصيب به الشرق والغرب، واللَّه ما خلّف درهماً ولا ديناراً إلاّ أربعمائة درهم أراد أن يبتاع لأهله خادماً. راجع نهج السعادة، ج 7، ص 507؛ نقلاً عن البرنامج الكمبيوتري "منهج النور". ـــ المترجم ـــ

[38] ـ نهج البلاغة، شرح عبده، ج 2، ص 218، الخطبة 224.

[39] ـ نهج البلاغة، ج 2، ص 216، في الخطبة رقم 224.

[40] ـ سورة الإنسان (76)، الآية 8.

[41] ـ منتهى الآمال، ص 109، نقلاً عن المفيد (ره).

[42] ـ إشارة إلى هذه الرواية: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِذِي قَارٍ وَهُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ فَقَالَ لِي: ما قيمة هذه النعل؟ فقلت: لا قيمة لها. فقال عليه السّلام: واللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم إلّا أن أُقيم حقّاً، أو أدفع باطلاً. راجع شرح النهج لابن أبي الحديد، ج 2، ص 185.. (المترجم)

[43] ـ في نهج البلاغة، في باب الحكم، طبع مصر، عبده، ج 4، ص 52، الحكمة 236: قال عليه السلام: والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عِراق خنزير في يد مجذوم! وفي ج 1، ص 37 يقول في ضمن كتابه إلى عثمان بن حنيف: ولألفيتم أنّ دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز!

[44] ـ تفسير الصافي، ج 1، ص 86.

[45] ـ سورة مريم (19)، الآيتان 71 و72.

[46] ـ حَضَر الفرسُ: عدا عَدواً شديداً.

[47] ـ شدَّ الرجل: عدا وركض.

[48] ـ تفسير مجمع البيان، ج 6، ص 442.

[49] ـ

 

يقول السيد الحميري:
سَمّاهُ جَبَّارُ السَّما             صِراط حَقّ فَسَمى
فَقالَ في الذِّكرِ وما             كانَ حَديثًا يُفتَرى
‏ هَذا صِراطي فَاتْبَعُو             وعَنهُم لا تُخدَعوا
فَخالَفوا ما سَمِعوا             والخُلفُ مِمَّن شَرَعوا

(ديوان السيّد، ص 64، نقلاً عن أعيان الشيعة، ج 13، ص 214؛ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب، ج 2، ص 272.)

 

 

[50] ـ تفسير القمّي، ج 1، ص 29.

[51] ـ أروَدُ أروداً ومَرْوَداً ورُوَيْداً في السير: رَفِقَ واتّأد وتمهّل، رويد مصدر أرود مصغّراً تصغير الترخيم، يقال: رويداً أي مهلًا.

[52] ـ قَلَبَ يقلِبُ قلباً الشيء: حوّله عن وجهه أو حالته، جعل أعلاه أسفله، جعل باطنه ظاهره؛ تقلّب: تحوّل عن وجهه؛ على فراشه: تحوّل من جانب إلى آخر.

[53] ـ جِوَىَ ـــ جَوىً: أصابته حرقة وشدّة وجدٍ من عشقٍ أو حزنٍ؛ جَوى: شدّة الوجه من حزن أو عشق.

[54] ـ طُوى وطِوى: الشيء المثنّى؛ وفي مجمع البيان: وطوى في القرآن هو اسم الوادي سمّي به لأنّ الوادي قُدّس مرّتين فكأنّه طُوي بالبركة مرّتين.

[55] ـ شام يشيم شيماً البرقَ: نظر إليه أين يتّجه وأين يمطر؛ يقال شام مخايل الشيء: أي تطلّع نحوه ببصره منتظراً له.

[56] ـ سَفَح ـــ سَفحاً وسفوحاً الدَّم أو الدمعَ: سفكه وأراقه.

[57] ـ الغَضا: شجرٌ من الأثل خشبه من أصلب الخَشَب وجمره يبقى زمناً طويلاً.

[58] ـ الغذاء: ما يغتذى به من الطّعام والشّراب ج أغذية.

[59] ـ الأزريّة في مدح النبيّ والوصيّ والآل صلوات الله عليهم، ص 35.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی <-- -->