معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
المقالات و المحاضرات > محاضرات آية الله السيد محمد محسن الطهراني > محطّات من السيرة النبوية ـ محرّم الحرام عام 1411 هـ > المحاضرة الثانية: مرحلة الشباب و الرجولة

_______________________________________________________________

هو العليم

محطات من السيرة النبويّة

المحاضرة الثانية
مرحلة الشباب والرجولة

 

ألقى هذه المحاضرة باللغة الفارسية
سماحة آية الله السيّد محمّد محسن الطهراني حفظه الله

بعنوانه خطيباً حسينياً في مجلس عزاء الإمام الحسين عليه السلام
المُقام في شهر محرّم الحرام لعام 1411 هجرية قمرية

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف                                          

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا المصطفى محمّد
وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين المكرّمين
واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَ الضُّحى‏ * وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى‏ * ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى‏ * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى‏ * وَ لَسَوْفَ يُعْطيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى‏ * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتيماً فَآوى‏ * وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى‏ * وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى‏ * فَأَمَّا الْيَتيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
.[1]
تنويراً لقلوبنا بنور الإيمان، وتعجيلاً لفرج صاحب الزمان، صلّوا على محمّد وآل محمّد.
(اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد)

    

تميّز النبيّ صلّى الله عليه وآله في فترتي الطفولة والشباب

لم تكن مزايا النبيّ صلّى الله عليه وآله والكمالات التي كان يحملها في مرحلة طفولته خافيةً على أحدٍ، فقد كانت صفاته الكريمة ظاهرةً للناس بارزةً، وقد كانوا ينظرون إليه كإنسانٍ متميّزٍ ويشيرون إليه بالبنان. كما كانت سيرة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله ـ منذ نعومة أظافره ـ سيرةً خارقةً للعادة غير مألوفة بين الناس كما تقدّم فيما مضى من محاضرات.
ومن يطالع التاريخ يجد في ذكراً لبعض أهل ذاك الزمان الجاهليّ ممّن هجروا شيئاً من عادات الجاهليّة واحترسوا منها؛ فقد كان شرب الخمر عملاً رائجاً بين عرب الجاهليّة ومع ذلك كان هناك من تركه. وكذا عبادة الأوثان التي كانت شائعة ولكنّ بعضهم كان على ملّة إبراهيم، وتحصي بعض التواريخ عدد هؤلاء التاركين لها ما بين عشرة إلى خمسة عشر رجلاً. وكذلك كان من المتداول تقديم القرابين إلى الآلهة، بينما كان بعضهم يستقبحه ولا يتناول من تلك الذبائح.
إلاّ أنّ ما يميّز النبيّ عن هؤلاء هو عدم صدور أيّ خطأ منه مهما عُدّ صغيراً، فقد حفظ الله تعالى وجود هذا النبيّ منذ طفولته من أيّ نوع من أنواع الرِجس، كيلا يبقى هناك أيّ مجال للشكّ والشبهة في نبوّته ورسالته، ولا يبقى في ذهن أحدٍ ذكرى سوءٍ عنه، فيشان عليه أو ينتقص من شخصه، وكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
«ولقد قرن الله به صلّى الله عليه وآله ـ من لدن أن كان فطيماً ـ أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره».[2]
وتذكر في هذا المضمار مواقف عديدة، منها:
ما يذكره السنّة والشيعة أنّه كان من المتعارف عليه في الجاهلية أن يأخذوا صنماً من الأصنام خارج مكّة ويقيموا احتفالاً يحضره الجميع، ولمّا أرادوا أن يصحبوا النبيّ معهم وكان في العاشرة أو الثانية عشرة من عمره، كان النبيّ يرفض ذلك، وبعد إصرارهم أخبرهم أنّه كلّما أراد في طفولته أن يضع يده على صنم من الأصنام التي كانت في مكّة كان يرى رجلاً طويل القامة أبيض الوجه يرتدي لباساً أبيض ينهاه أن يا محمّد ارجع ولا تمسّ الأصنام. وهذه إحدى الألطاف الخاصّة بالنبيّ الأكرم لهدايته.
ومن هذه الموارد كما يذكر المؤرخّون أنّ النبيّ كان يلعب مع أطفال مكّة في سنيّ طفولته، فعمد هؤلاء الأطفال إلى ملء ثوبه بالحصى لينقله من مكان إلى آخر، ولكي يتمكّن من حملها بسهولة أراد أن يربط طرف الثوب برقبته مما يؤدّي إلى كشف عورته، وكان طفلاً صغيراً في الرابعة أو الخامسة أو السادسة من عمره، ولم يكن تحت ذلك الثوب العربيّ الطويل من ثوب آخر يستر عورته، فما إن همّ النبيّ صلوات الله عليه وآله برفع ثوبه حتّى أتى جبرائيل وضربه على يده، وسمع النبيّ هاتفاً يقول: ألقِ لباسك وأحكم إزارك.
أو عندما كان أبو طالب رضوان الله عليه يعمل على ترميم بئر زمزم وكان الناس يجمعون له الحجارة ومعهم النبيّ صلّى الله عليه وآله، وكان ما بين الثانية عشر والرابعة عشر من عمره، فبينما كانوا ينقلون الحجارة أراد النبيّ أن يحمل حجراً ثقيلاً يستدعي حمله أن تنكشف عورته لعدم وجود ساتر لعورته تحت ثوبه حسبما كان متعارفاً من طريقة اللباس آنذاك، وفي ذلك الحين يأتيه ذلك الرجل ذي الثوب الأبيض ويقف أمامه ويأمره بعدم حمل الحجر وإحكام الإزار.
فهذه عنايات خاصّة كانت في طفولة النبيّ صلى الله عليه وآله ولم تكن لغيره، وكان الناس يعلمون بها.
«وقد ورد في كتب الشيعة أنّ النبيّ عندما كان يرعى الغنم في مكّة قال لصاحبه ذات ليلة: لو أبصرت لي غنمي حتّى أدخل مكة فأسمر بها كما يسمر الشباب، [يقول النبيّ:] فخرجت أريد ذلك حتّى إذا جئت أول دار من دور مكّة سمعت عزفاً بالدفّ والمزامير، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذا فلان تزوج ابنة فلان، فجلست أنظر إليهم، فضرب الله على أذني، فنمت فما أيقظني إلا مسّ الشمس، فجئت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ فقلت: ما صنعت شيئاً ثمّ أخبرته الخبر، ثمّ قلتُ له ليلة أخرى: مثل ذلك، فقال: افعل، فخرجتُ فسمعت حين دخلت مكّة مثلما سمعت حين دخلتها تلك الليلة، فجلست أنظر فضرب الله على أذني، فما أيقظني إلا مسّ الشمس، فرجعت إلى صاحبي فأخبرته الخبر، ثمّ ما هممت بعدها بسوء حتّى أكرمني الله برسالته».[3]
«وعن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: قيل للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: هل عبدت وثناً قطّ؟ قال: لا. قالوا: هل شربت خمراً قط؟ قال: لا. وما زلت أعرف أنّ الذي هم عليه كفرٌ وما كنت أدري ما الكتاب ولا الإيمان».[4]
أي قبل الإيمان بهذه الشريعة والرسالة الجديدة، أي أنّ النور الباطن الذي كان في قلب النبيّ الأكرم كان يهديه إلى الصراط المستقيم دون أن يصل النبيّ مفصّلاً وبنحو مبسوط ومشروح إلى هذه الشريعة.

    

لماذا يختار البعض الحقّ، ويختار الآخرون الباطل؟

وسأشير هنا إلى فكرةٍ مختصرةٍ أتابع بعدها عرض السيرة، فقد كنت أنوي أن أطرح هذا الموضوع حول علوم الأنبياء وخصوصاً النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله، فمع ما لدينا من الشواهد والقرائن على أنّهم يحملون منذ ولادتهم جميع علوم الأولين والآخرين، كما تبيّن الروايات فإنّ أمير المؤمنين عليه السلام عند ولادته قرأ سورة المؤمنين، والحال أنّ القرآن لم يكن قد نزل على النبيّ بعد، لأنّ أمير المؤمنين ولد قبل حوالي عشر سنوات من بعثة النبيّ صلّى الله عليه وآله، وكان هو أوّل من آمن ببعثته فالقرآن لم يكن قد نزل بعد، ومع ذلك تلا أمير المؤمنين سورة المؤمنين، فكيف ينسجم ذلك مع تلك المسائل التي تنقل؟
وقبل الإجابة على ذلك لا بدّ من ذكر مقدّمة، وهي أنّ النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله قبل البعثة كان يترك الآداب والعادات الجاهليّة، ففي بعض الموارد كان يتمثّل له ملك من ملائكة الله يرشده إلى أمر أو ينهاه عن آخر، ولكن في موارد كثيرة كان النبيّ بذهنه الصافي والخالص والطاهر يشخّص قبح عملٍ ما أو حسنه فيتركه أو يعمل به، فما هو أساس ذلك؟
وكقاعدة عامّة فإنّ الهداية الإلهيّة لا تختصّ بجماعة دون أخرى، وهناك طريقان اثنان في عالم التكوين وعالم التشريع لا أكثر: أحدهما طريق الضلال والآخر طريق النجاة والاستقامة والنفوس تتحرّك في أحد هذين الطريقين، وبناء على ذلك، كلّما كان اتصال النفس بالله أوثق، وصفاؤها وطهارتها أشدّ فإنّها تستقي أكثر من منبع الحقّ، ويزداد نصيبها من سلوك طريق الواقع. وكلّما ازداد ضلال الإنسان وتلوّث ذهنه بالأوهام والاعتباريات فإنّه سيتأخّر فيتلقّي ويتقبّل القضايا الواقعيّة ومسائل عالم الحقّ والواقع، وبما أنّ أفعال الإنسان منبعثةٌ من النفس وخصوصيّاتها، فإنّه شاء أم أبى ستؤثّر حالاته النفسيّة في أفعاله وسلوكه وستجعلها مطابقة للواقع أو لخلافه، وهذه حقيقة لا شكّ في انطباقها على جميع الناس.
ومن هنا فلا ينبغي التعجّب إذا ما واجهتنا بعض المسائل وشعرنا أنّ رشدها وغيّها مجهول بالنسبة لنا فملنا إلى أحد الطرفين، فما هو سبب ذلك؟ بقدر ما يكون الإنسان مستقيماً على الجادّة فإنّه يمكنه أن يحلّ هذه المسألة دون أن يرجع إلى سواه، فيسير في الطريق الصحيح. وبإمكاننا أن نجعل ذلك محكّاً ومعياراً لأفعالنا وسلوكنا، في المسائل والأحداث والوقائع التي تصادفنا، فننظر إلى عقرب المؤشِّر في ذهننا إلى أيّ الطرفين يتّجه؟ فإن اتّجه نحو طريق الصواب بدون أن يأتيك أمرٌ من أحدٍ، وقبل أن تشاور أحداً، فإننا يمكن أن ندرك أنّنا في ذلك الوقت قد شملتنا هداية الله التي نعبّر عنها بالهداية الخفيّة والهداية الاختصاصيّة، وعلى هذا فلا فرق من هذه الناحية بيننا وبين النبيّ صلّى الله عليه وآله سوى في أنّ نفسه المباركة هي دائماً في المجرى الصحيح، تغترف من رأس العين الإلهيّة الصافيّة بدون أيّ تخطٍ أو اشتباه؛ لأنّها مبرّأة من جميع الجهات من كلّ رجس ودنس، أما نحن فنتمايل تارة إلى هذا الاتجاه وتارة إلى ذاك بقدر ما لدينا من الصفاء أو الكدورة. هذا هو السرّ في تلك المسألة التي نجدها في الروايات من أنّ النبيّ الأكرم قد ذكر أنّه قبل البعثة كان يعرف جيّداً كافّة خصائص الجاهليّة وعاداتها واعتباراتها وأوهامها وكان يهجرها ويعتزلها.
وأما فيما يتعلّق بالموضوع الآخر من التوفيق بين الروايات التي تتحدّث عن علوم النبيّ الأكرم والأئمّة المعصومين وما نراه أحياناً من العمل خلافاً لعلمهم أو الكلام المنافي لذلك، فنظراً لضيق الوقت نتركه إلى الجلسات القادمة.

    

النبيّ صلّى الله عليه وآله يشقّ طريق الرجال

فحتّى سنّ الخامسة والعشرين لم يرَ النبيّ في حياته مكروهاً، وما ينقل في التواريخ هو أنّه كان صلّى الله عليه وآله يذهب إلى غار حراء أحياناً، إلا أنّ الغرض من ذهابه لم يكن معلوماً للناس، إلى أن تزوّج من السيّدة خديجة فكان يفتَقد من مكّة فيُسأل عنه فيقال لهم: إنّه في غار حراء كما هي عادته، فيُأتى حراءَ فيُرى فيها.
وفي ما يقارب سنّ الخامسة والعشرين هذا يأتي أبو طالب ويحدّث النبيّ صلوات الله عليه وآله بأنّ سنّك قد بلغ سنّ الزواج، وكأنّ أبا طالب بواسطة الزواج وشؤون الحياة يريد أن يورد النبيّ في مجال مسؤوليّات الحياة الاجتماعيّة والاقتصادية، ويحمّله مسؤوليّة أمرٍ ما. وفي المقابل لم يكن النبيّ مبالياً بذلك، فقد كان يقضي أوقاته في السير الروحي وفي غار حراء، ولم يكن قد شُوهد من النبيّ حتّى هذا السنّ أن خاض غمار التجارة والاختلاط بالناس، فيأتي أبو طالب ويبيّن للنبيّ أنّ أوضاعه قد ساءت وأنّ أعباء الحياة قد ثقلت عليه وأنّ عياله قد كثروا، ومعيشته قد ضاقت... فبما أنّك يا محمّد شابّ معروف بين الناس بالأمانة، وبما أنّ خديجة بنت خويلد امرأة صاحبة عشيرة وغلمان وأموال وأجراء يسيرون بأموالها وقوافلها من مكان إلى مكان، فحبّذا لو قمت بالعمل في تجارة خديجة، وعسى أن يكون ذلك عوناً لك ولنا على الحياة. فيستجيب النبيّ دعوة عمّه وكفيله هذه، إذ ليس من الصحيح أن تردّ دعوةٌ كهذه، فهو إذ يتحدّث عن ضيق المعيشة فإنّما يلمّح للنبيّ صلى الله عليه وآله بالقيام بأعباء الحياة، عسى أن تختلف الأحوال.. لذا يجيبه إلى ذلك.

    

قصّة زواج النبيّ صلّى الله عليه وآله من خديجة

وأما خديجة فامرأة عالية الشرف كريمة معظّمة، وقد ورد في التواريخ في أخلاقها وصفاتها ما لم يرد في أيّة امرأةٍ أخرى، وما ورد في حقّها ضمن كتب أهل السنّة هو في إحدى كفّتي الميزان وما ورد على لسان أئمّة أهل البيت هو في الكفّة الأخرى. فأولاً الأموال التي كانت تمتلكها ربّما يصعب التصديق بكثرتها، حيث يقال أنّها كانت تمتلك أربعة آلاف ناقة من الأموال والأثقال ورأسمال التجارة تنتقل من مكان إلى مكان. وكانت مكانتها بين أفراد عشيرتها تفوق مكانة سائر النساء، وكانت تفوقهنّ نسباً وجمالاً، فصار رجال قريش يرغبون بالاقتران بها، وكان كبارهم يبدون استعدادهم لبذل أموال كثيرة مهراً لها، غير أنّها لم تكن لترضى، فهي في غنى عن كلّ ذلك، كما أنّها مع ما هي عليه من الكرامة والأبّهة لم تكن حاضرة للاقتران بهؤلاء.
وكما ينقل التاريخ فقد كانت خديجة جالسة في جماعة من النساء، وكان كثيراً ما يقع في ذلك الزمان أن يخبر بعض كبار علماء النصارى واليهود عن المغيّبات لاطلاعهم على بعض العلوم فيخبروا إلى حدٍّ ما عمّا سيقع في المستقبل، وكان أحد المتبحّرين في ذلك رجل من أحبار اليهود وعلمائهم وكان يأتي بين الحين والآخر إلى مكّة، فيزور خديجة، وفي يوم من الأيام وبينما كان هذا الرجل في منزل خديجة مرّ النبيّ صلى الله عليه وآله من جانب المنزل، وكانت خديجة في مجلسها مع النساء مشرفة على ما في الخارج، فسألها الرجل عن ذلك الشاب؟ فقالت: هو شاب اسمه محمّد توفي والده وهو في كفالة عمّه أبي طالب، فيخبر العالم اليهوديّ خديجة بأنّه يرى فيه علامات النبوّة، ويطلب منها أن تدعوه فيُدعَى، فيأخذ بتفحّص شمائله ويرى خاتم النبوّة فيه فيقول إنّه نبيّ آخر الزمان الذي نجد علاماته في كتبنا، وأنّه يسخّر الناس لحكمه، ويعمّ دينه المشرق والمغرب، وهنيئاً لامرأة تختار لنفسها زوجاً كهذا، فإنّها ستكون من أهل السعادة في الدنيا والآخرة.
ولِما رأت خديجة من النبيّ، ولتلك الثقة التي أحرزتها منه، فقد تعلّق قلبها بمحبّته، وصارت تشتدّ هذه المحبّة شيئاً فشيئاً، إلى أن اقترح أبو طالب على النبيّ السفر للتجارة بمحامل خديجة، حيث يذكر المؤرّخون أنّ أبا طالب جاء برفقة أهل بيته إلى منزل خديجة، وكانت خديجة قبل مجيئه بليلةٍ قد رأت في منامها رؤيا حول مجيء هؤلاء العظام إليها، وأنّ مسألة زواجها بالنبيّ وما يشعر به قلبها هو في طريقه إلى التحقّق، فقد كانت تحسّ بذلك في قلبها، لذا فعندما سمعت بمجيء حضرة أبي طالب وإخوته فإنّها استقبلته استقبالاً لم يسبق له مثيل، فاستضافتهم بضيافةٍ عظيمةٍ... .
ويشرع أبو طالب بخطبته ويخاطبها بأنّها ذات أموال كثيرة تطوف في البلاد، فإن كنتِ في حاجة إلى أمين توكلينه أموالك فهذا ابن أخي.
وما إن سمعت خديجة بذلك حتّى سيطرت عليها حالة من السرور، وشعرت أنّ القضيّة تسير شيئاً فشيئاً نحو الاقتران بهذا الرجل، ومقدّمة لذلك تتلقّى الأمر بقبولٍ حسنٍ، وفي الوقت نفسه تطرح ما يتعلّق بالتجارة وما ستبذله للنبيّ من أموال لقاء عمله، وتخصّص له ضعف ما يُبذَل لغيره.
ويسير النبيّ صلوات الله عليه وآله برفقة مَيْسَرة غلام خديجة نحو الشام، وللمرّة الثانية تُظلّله تلك السحابة كما في السفر الأوّل له الذي مضى الحديث عنه، وكانت هذه الرحلة عجيبة جداً... وبعد وصولهم إلى الشام، ينزلون في سوق بجانب ديرٍ لراهبٍ، وعندما ينظر الراهب، وكأنّه كان ينتظر قدوم هذه القافلة، يجد ضالته فيها وينزل من ديره، ويأتي إلى مَيْسَرة، ويسأله عن محمّد، ويخبره بأنّ دين هذا الرجل سيعمّ المشرق والمغرب.
ترجع القافلة إلى مكّة بأرباحٍ مضاعفةٍ، وينقل مَيْسَرة لخديجة كامل ما رأى من النبيّ من معجزات، ومن حالات، ويقصّ خبر الراهب وسائر الأحداث التي وقعت في هذه الرحلة العجيبة ذات الأحداث الكثيرة ـ والتي يضيق المجال بشرحها ـ فتسرُّ خديجة لذلك غاية السرور.
ويبدو أنّ النبيّ قد رحل في تجارة أموال خديجة رحلتين أو ثلاث سوى هذه الرحلة، فقد كانت له رحلة إلى اليمن ورحلة أخرى إلى الشام وثالثة إلى موضع آخر.
وبعد عودته من إحدى هذه الرحلات وبعد أن كان قد جاوز الخامسة والعشرين، نفد صبرُ خديجةٍ، ورأت أنّ الوقت مناسبٌ والمانع مفقودٌ، ومن باب «اغتنموا الفرص فإنّها تمرّ مرّ السحاب»، ترسل إحدى قريباتها في الخفاء إلى النبيّ لتحدّثه عن الزواج، وعن المانع منه وأنّ سنّه مناسبٌ لذلك، فتأتي المرأة إلى النبيّ وتحدّثه أن يا محمّد ما يمنعك من أن تتزوج؟ فيقول ما بيدي ما أتزوج به، فأنا لا أملك مالاً ومن أتزوّج؟ ومن أين أقدّم المهر؟ فقالت له المرأة: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاية ألا تجيب؟ إن كنت تريد بيتاً فهو موجودٌ، فلتتزوّج من إحدى النساء فهي حاضرةٌ وبيتها حاضرٌ ومالها حاضرٌ... قال: فمن هي؟ قالت: خديجة. فيبدي النبيّ التعجّب لذلك ويخبر عمّه أبا طالب... .
وكل هذه الأحداث هي أسرارٌ ونحن ننقل ظاهرها، أما لماذا انتهت القضية بذلك وكيف؟ وما هو الداعي لأن يأتي ذلك الحبر اليهودي إلى منزل خديجة؟ وأن يمرّ النبيّ في ذلك الوقت من قربه، والمسائل التي تسمعها عنه في رحلته، وما تسمعه من ابن عمّها العالم بالعلوم الغريبة والذي يخبرها ذات يومٍ بأنّها ستكون صاحبةُ شأنٍ وسعادةٍ وتتزوّج من نبيّ يحكم المشرق والمغرب، وهي قصّةٌ مفّصلةٌ؛ حيث يأمرها أن تضع تحت فراشها ورقةً لترى النبيّ الذي سيكون زوجها في عالم الرؤيا، وتعلم أنّه هو نفسه محمّد الأمين المعروف بين الناس، ولا ندري على أيّ نحو رأت النبيّ وفي أيّ بهاء وأبّهة!! وخلاصة القول إنّ هذه شؤون تختصُّ بهؤلاء، وهذه القضايا كانت تحدث للأئمّة، فنحن نجد أنّ هناك هدايات خاصّة كانت تسيرُ مرحلةً بعد أخرى لتنتهي إلى غايتها. وزواج النبيّ من خديجة كان من هذا القبيل، ولم يكن أمراً عادياً، كما أنّ نفس السيّدة خديجة لم تكن امرأة عاديّة.

    

فضائل خديجة سلام الله عليها

وعلى أيّة حال، يأتي أبو طالب بصحبة أهل بيته وعشيرته إلى منزل خديجة، ولذلك قصّة مفصّلة، حيث يقوم أبو طالب بإجراء العقد مع رجل من أهل خديجة، وينتهي أمر زواجهما. والمسألة التي نودّ الإشارة إليها هي أنّ النبيّ بعد ذلك يتوجّه نحو بيت أبي طالب، فتقول خديجة إلى أين؟ فيقول: أذهب إلى منزل عمّي، فليس لي بيت، فتقول: أنا أمتك!
فما نجده في الروايات عن مقام ومكانة خديجة لم يكن عبثاً، لا بل له أسبابه، لقد بذلت في ذلك اليوم كافّة أموالها للنبيّ، فهذه الشخصيّات لم تكن على ما كانت عليه من الكمال إلا بعد أن بذلت ما بذلت، وسارت وسارت حتّى وصلت إلى ذلك المقام، فالسيّدة خديجة كانت أجمل نساء العرب في قريش، وأموالها لم تكن لأحد من قبائل العرب آنذاك، ومكانتها كانت فريدةً بين مختلف قبائل الحجاز، ومع ذلك فإنّ هذه المرأة تترك كلّ أموالها، وبأيّ خطاب؟! تقول للنبيّ: «البيت بيتك والحرّة أمتك» !!
فلم يكن تعظيم النبيّ لخديجة بعد بعثته ورسالته بغير سببٍ، لقد كان ذكر خديجة على لسان النبيّ لا ينقطع سواء حين كان في مكّة أوفي المدينة، وقد رأيت في رواية عن الإمام الصادق تذكر أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أتى يوماً بيته فوَجد عائشة تكلّم فاطمة بقسوةٍ، وتقول لها: إنّ أمّك امرأة مثلنا وليست بخير منّا! ـ ولي غرض من ذكر هذه المزايا للسيدة خديجة ـ فتبكي فاطمة وكانت صغيرة فيسألها النبيّ عن سبب بكائها فتخبره فيغضب النبيّ ويأتي إلى عائشة ويعاتبها على كلامها يقول لها: «صدّقتني إذ كذّبتم وآمنت بي إذ كفرتم، وولدت لي إذ عقمتم».[5]
ويقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «لم يجمع بيتٌ واحدٌ يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما»[6].
لقد هجر الناس جميعهم خديجة لمتابعتها النبيّ صلوات الله عليه وآله، وهذا ليس بالأمر السهل. فنحن نريد أن نطبّق هذا الأمر على حياتنا، فلو أنّ كلّ الناس خالفوا إنساناً، ومن أراد أن يتّبِعه أيضاً: يَهجُر.. إنّه خارج عن الدين.. إنّه مخالفٌ.. إنّه لا يعاشَر ولا يوافق، وربّما تأذّت زوجة هذا الإنسان لو هجرها أخوها فتصعب عليها الحياة وتضيق وتنقلب أحوالها... هذا لو هجرها إنسانٌ واحدٌ أو اثنان، أما وقد هجر خديجة الناس كلّهم بحيث أنّها حين وضعت فاطمة عليها السلام لم يأتها أحد لمساعدتها.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام أنّ النبيّ كان لا يسمع شيئاً يكرهه مِن: ردٍّ عليه وتكذيبٍ له فيحزنه ذلك إلا فرّج الله ذلك عنه بخديجة إذا رجع إليها تثبّته وتخفّف عنه وتهوّن عليه أمر الناس.
كانت السيّدة خديجة الناصر الوحيد للنبيّ في مكّة، وبأيّة عظمة وبأيّة مكانة كانت تخفّف عن النبيّ على ما هو عليه من العظمة والسعة والقدرة، كلّما اشتكى من أذى الناس جاءها فخفّفت عنه أن لا عليك امض على رسالتك والملائكة أنصارك، هكذا كانت تقول خديجة.

    

كيف صارت خديجة عليها السلام من سيّدات نساء أهل الجنّة الأربعة؟

كان النبيّ يقول: «لسيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم بنت عمران، وفاطمة بنت محمّد، وخديجة بنت خويلد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون».[7]
إذا أردنا أن نتأمّل في ذلك... فنحن نظنّ أنّ المسألة هي مسألة ذِكرٍ ووِردٍ وصلاةٍ في الليل، وصيامٍ وبكاءٍ وتحصيل حالات معنوية جيّدة، لا ليس الأمر كذلك، المهمّ هو العبور والتخلّي.. المسألة المهمّة هي الإيثار.. المسألة المهمّة هي التخلّي عن النفس، فالسيّدة خديجة مع ما كانت عليه من المنزلة وتلك المكانة والثراء بحيث أنّ الستائر التي كانت تجعل في بيتها كانت مزيّنة بالذهب، والفرش التي تجلس عليه كان من الحرير والديباج، هذه السيّدة تترك كلّ ذلك وتأتي إلى النبيّ تهبه كلّ أموالها وتقول له: أنا أمَتك، وكانت تصبر مع كلّ تلك المصاعب والمشقّات وأحداث شِعب أبي طالب!! لذا استحقّت أن يجعلها النبيّ إلى جانب فاطمة الزهراء، وبعد ذلك انظروا إلى النسل الطيب الطاهر الذي رزقته، فأيّة ابنة هي فاطمة؟! وأيّة ذريّة هم أبناء فاطمة وبماذا امتازوا عن سواهم؟!
لقد ضاق بنا الوقت المحدّد للمحاضرة...

    

طرف من سيرة قافلة السبايا إلى الشام

 

    

كيفية دخول السبايا إلى الشام

وعلى أيّة حال، تتحرّك قافلة السبايا من الكوفة نحو الشام بأمرٍ من ابن زياد، وينقل أنّ الإمام السجّاد كان يفتخر بالسيّدة خديجة طوال فترة بقائه في الكوفة وفي الشام، تحرّكت القافلة من الكوفة نحو الشام، وذكر المؤرّخون أنها لمّا دنت من تلك المدينة تغيّرت الأحوال فيها، فبدأت الطيور بالصياح، نعم لأنّها كانت تشعر بقدوم الأسرى والرؤوس، ويُنقل أنّ يزيد لمّا رأى تلك الأحوال أنشد شعراً فقال:

لمّا بدت تلك الحمول وأشرقت
                             تلك الشموس على ربى جيرون


نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح
                             فلقد قضيت من الغريم ديوني
[8]


قال المنهال بن عمر: إنّي رأيتهم يجولون بالأسرى في شوارع الشام، والرؤوس منثورةٌ بينهم.
وكانت أمّ كلثوم لما اقتربوا من دمشق قد طلبت من شمر قائلةً له: لي إليك حاجة!
فقال: ماحاجتك؟
قالت : إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظّارة، وتقدّم إليهم أن يخرِجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحّونا عنها؛ فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال.
فأمر استجابةً لطلبها أن تُجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل بغياً منه وكفراً، وسلك بهم بين النظّارة على تلك الصفة، حتى أتى بهم باب دمشق فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي.[9]
يقول المنهال: سرت مع القافلة في الشوارع وكان هناك رجل أمام رأس أبي عبد الله يقرأ سورة الكهف بصوتٍ مرتفع، وقد بلغ هذه الآية {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً}[10] فأنطقَ الله تعالى الرأس، فقال: «أمري أعجب من أمر أصحاب الكهف والرقيم».[11]

    

شماتة الشيخ الشامي وجواب الإمام السجّاد عليه السلام

وقد أخذوا أهل البيت إلى المسجد الجامع في دمشق، فأتى شيخ من أهل الشام وأبدى الشماتة قائلاً: الحمد للّه الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد من رجالكم، وأمكن أمير المؤمنين منكم.
فقال له عليّ بن الحسين عليهما السلام: يا شيخ هل قرأت القرآن؟
قال: نعم.
قال: فهل عرفت هذه الآية: {لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[12]؟
قال الشيخ: نعم قد قرأت ذلك.
فقال عليّ عليه السلام له: فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت في بني إسرائيل {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}[13]؟
فقال الشيخ: قد قرأت.
فقال عليّ بن الحسين: فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت هذه الآية: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى}[14]؟
قال : نعم.
فقال له علي عليه السلام: فنحن القربى ياشيخ، فهل قرأت هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[15]؟
قال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال عليّ عليه السلام: فنحن أهل البيت الذين خصّصنا الله بآية الطهارة يا شيخ.[16]

آه از آن ساعت كه آن بيمار زار
                             شد به روي ناقه عريان سوار


خصم دون اندر پی آزردنش
                             پاى در زنجير وغل بر گردنش


هردم آن بيمار زار دل غمين
                             با زبان حال مى گفت اين چنين


كاى خدا از بس كه در تاب وتبم
                             جان رسيد از شدت تب بر لبم


نه به جز اشك روان دارم دوا
                             نه به جز خون جگر دارم غذا


همدمم جز ناله شبگير نيست
                             مونسم جز حلقه زنجير نيست


غير كعب نيزه عدوان دون
                             كس نمى پرسد که احوال تو چون


اى خدا گريم به حال زار خويش
                             نالم از بهر تن تبدار خويش؟


يا بگريم با فغان وشور وشين
                             از غم مظلوم كه بابم حسين؟


بشنوم آواز كوس اشقيا
                             يا نواى كودكان بى نوا؟


كس مبادا همچو من زار وعليل
                             در غل و زنجير اعداء محيل


من كه از تب نيست تابم در تنم
                             غل نهادند از چه رو بر گردنم؟



يقول:
آه لتلك الساعة التي حُمل فيها ذلك المريض المتألّم ..
على ناقة عارية بغير وطاء..
يسعى العدوّ الخسيس في إيذائه على الدوام..
قدماه في السلاسل، والغلّ حول رقبته..
وعلى الدوام لسان حال ذلك العليل المتألم مغموم الفؤاد أن: ..
يا إلهي قد بلغت الروح الشفاه لما حلّ بي من مرض وحمّى..
لا دواء لي سوى الدمع المدرار، ولا لي طعامٌ سوى دم الفؤاد..
لا سمير لي في الليالي سوى الآهات المؤرّقة، ولا لي مونس غير حلقة السلسلة..
ولا يسأل أحدٌ عن حالي سوى كعب قناة أعدائي السفلة...
أأبكي يا إلهي لسوء حالي وشدّة آلامي؟! ..
أم أنوح بلوعة الحزن على ما حلّ من ظلم بالحسين أبي؟! ..
أأصغي إلى أصوات طبول الأشقياء أم إلى بكاء اليتامى المشرّدين؟ ..
ليس لي نظير في أذاي وعلّتي.. مقيّد بسلاسل الأعداء الماكرين وأغلالهم..
وأنا الذي لم يُبق المرض طاقة في بدني، لأيّ شيء وضعوا هذا الغلّ على رقبتي؟


وسيعلم الذين ظلموا آل محمّد أيّ منقلب ينقلبون، إنا لله وإنا إليه راجعون، نسألك اللهمّ وندعوك، ونقسم عليك ونرجوك بحقّ محمّد وآله الأطهار يا الله يا الله يا الله...
اللهمّ اعف عنّا وارحمنا.. (إلهي آمين [دعاء من قبل الحضور] )
اللهمّ لا تخرجنا من الدنيا حتّى ترضى عنّا.. (إلهي آمين)
اللهمّ لا تجعل أيدينا قاصرة عن ولاية أهل البيت في الدنيا والآخرة.. (إلهي آمين)
اللهمّ لا تحرمنا من شفاعتهم في الدنيا والآخرة.. (إلهي آمين)
اللهمّ انصر الإسلام والمسلمين.. (إلهي آمين)
اللهمّ اخذل الكفّار والمنافقين.. (إلهي آمين)
اللهمّ ردّ شرّ الأشرار إلى نحورهم.. (إلهي آمين)
اللهمّ زِد في تأييدك لقائد الثورة.. (إلهي آمين)
اللهمّ عجّل في فرج إمام الزمان.. (إلهي آمين)
اللهمّ اجعلنا من المنتظرين الحقيقيين له.. (إلهي آمين)
اللهمّ شاف مرضى المسلمين.. (إلهي آمين)
اللهمّ وارحم أمواتهم واعف عنهم.. (إلهي آمين)
بالنبيّ وآله وعجّل اللهمّ في فرج مولانا...


[1] ـ سورة الضحى.

[2] ـ نهج البلاغة، ج 2، ص 157.

[3] ـ سيرة محمد بن إسحاق، ابن إسحاق ج2 ص 56؛ بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 15 ، ص 361.

[4] ـ السيرة الحلبية، الحلبي، ج 1، ص 204.

[5] ـ بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 108 ، ص 214.

[6] ـ بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 15 ، ص 361.

[7] ـ بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 43 ، ص 51.

[8] ـ لواعج الأشجان، السيد محسن الأمين، ص 218. وذكرها في تفسير الآلوسي (ج 26 ، ص 72) مستدلاً بها على كفر يزيد عليه اللعنة بهذا النحو: لمابدت تلك الحمول وأشرفت * تلك الرؤوس على شفا جيرون نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل * فقد اقتضيت من الرسول ديوني. وجيرون مكان قرب دمشق.

[9] ـ اللهوف في قتلى الطفوف، السيد ابن طاووس، ص 101 ـ 102.

[10] ـ سورة الكهف الآية : 9.

[11] ـ الثاقب في المناقب، ابن حمزة الطوسي، ص 333؛ مدينة المعاجز، السيد هاشم البحراني، ج 4 ، ص 136 ـ 137.

[12] ـ سورة الشورى، مقطع من الآية 23.

[13] ـ سورة الإسراء الآية 26.

[14] ـ سورة الأنفال، الآية 48.

[15] ـ سورة الأحزاب، مقطع من الآية 33.

[16] ـ اللهوف في قتلى الطفوف، السيد ابن طاووس، ص 102 ـ 103.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی <-- -->