الفيديو المحاضرات سؤال و جواب معرض الصور صوتيات المكتبة اتصل بنا الرئیسیة
  الجمعه  17 رمضان  1445 - Fri  29 Mar 2024
البحوث المنتخبة    
كتاب المتقين    
الرئيسية   أرشيف  > شرح حديث عنوان البصري الجلسة رقم 166 - القسم الثاني

شرح حديث عنوان البصري الجلسة رقم 166 - القسم الثاني


______________________________________________________________
المحاضرة رقم 166

من سلسلة شرح رواية عنوان البصري

القسم الثاني

 

سماحة آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني

صباح الجمعة: 14/ ربيع الثاني / 1430 هـ.ق

______________________________________________________________


مواضيع المحاضرة

القسم الأول
اختلاف الأفراد في استعدادهم الفطري لتقبّل الحقائق
على الإنسان أن يجتهد لتغيير نمط تفكيره الخاطئ
حقيقة الرياضة تكمن في مخالفة النفس اتجاه تعلّقاتها ونزواتها
القسم الثاني
السالك الحقيقي هو الذي يتحمّل تبعات التزامه بالصراط المسقيم
السالك يبني حياته على أصالة المعنى وتعاضد البقاء وليس أصالة المادة وتنازع البقاء
أهمية صلة الرحم في عملية رياضة النفس
القسم الثالث
لا تقاس رياضة النفس بالأفعال الظاهرية بل بمقدار التحرّر من تعلقات النفس
من يترك رياضة نفسه يعيش في الذلة والهوان ويخسر جوهرة إنسانيته

 

 

 


السالك الحقيقي هو الذي يتحمّل تبعات التزامه بالصراط المستقيم


ذات مرة.. لا أدري هل نقلت ذلك للإخوان أم لا, يعني بعض الأحيان يتفق أن يصدر من بعض الناس ما يشبه هذا الكلام, ففي زمان المرحوم الوالد كان يحصل ذلك, فبعض الأشخاص مثلا يريد أن يتزوج, ولكن لا يفعل ذلك إلا بعد أن يلبس المسألة بالمرحوم الوالد!! يعني أنت تريد أن تتزوّج.. اذهب وتزوّج, فلماذا تريد أن تلصق المسألة بالوالد!! والحال أنّ ذلك قد يؤدي إلى خراب المسألة أمام أهلك وجميع أقاربك, يعني المسألة تصبح لها تبعات أخرى, اذهب وتزوج دون أن تلصق ذلك بالوالد... الخلاصة, كنّا في المستشفى, مستشفى القلب حينما كان المرحوم الوالد في قسم القلب مدة أسبوعين, حيث مكث أسبوعاً كاملا في العناية الفائقة, فجاء أحدهم إلى هذا القسم, وأنا كنت هناك, وقمت بسؤال الوالد: هل أنت أعطيت دستوراً لفلان أن يتزوج ثانية؟ فقال: متى قلت ذلك؟! فقلت له: فلان يشيع أنّ العلامة هو الذي أمرني بذلك.. فغضب الوالد و ظهر أثر الغضب على محياه وقال: أنا قلت ذلك!! متى قلت ذلك؟! حسناً حينما أترخّص من المستشفى وأعود إلى المنزل, أحضر لي هذا الشخص مع عياله جميعاً, كي نرى متى أنا تفوّهت بذلك. [ضحك من الحضور] فقلت في نفسي: يا للعجب.. يعني كلامي قد أثمر وأنتج [ضحك من السيد والحضور] يعني سوف تتشكّل محكمة [ضحك من الجميع] فبعد عدة أيام رجعنا من المستشفى إلى المنزل, تكلمت مع هذا الشخص وقلت له: الوالد يريد أن يتكلّم معكم حول بعض المسائل, ولم أصرّح له بمضمون المسألة. فجاء مع عياله, وكان الطقس في الصيف حارا جدا, وجلس في باحة المنزل على السجاد, وأنا كذلك جلست هناك, فنظر الوالد إلى ذاك الشخص, وقال: سمعت أنّك قلت لعائلتك: إنّي أمرتك بالزواج الثاني, فتغيّر حال هذا الشخص, وقال: لا أنا لم أقل!! يعني.. أنا متى؟! وأمثال ذلك, ونظر هو إلى زوجته وقال: أنا متى قلت لك أنّ زواجي الثاني كان بأمر من العلامة؟ ومن الواضح أنّ زوجته.. يعني, تحت الضغط والاضطراب, كان واضحاً ذلك, أنّه هناك كلام ومسائل عديدة, يعني من النظرة الأولى يتضح كلّ ذلك, فقالت: يعني طبعاً ليس ذلك بشكل صريح, وبعضهم يزيد وبعضهم يضيف على الكلام.. والحقيقة أنّها لا تجرؤ على الإفصاح للعلامة أمام زوجها, يعني لو تكلمت بالحقيقة, فحينما ترجع إلى المنزل.. يطبق السماء على رأسها [ضحك من الحضور] يعني هذا ما حصل.. ومراد الوالد هو أن يفهم الزوجة أنّي أنا لم آمره بالزواج, وقال لها: ليس لي أيّ يد ولا إشارة ولا تكليف ولا تصريح بهذه المسألة, حسناً.. أنا لدي إطلاع, كذلك الآخرون, بل حتى بعدما ذهب من عند الوالد, عاد وقال لها: إنّما فعلت ذلك بدستور من العلامة! وهذا تكليف منه, هل رأيتم؟! لماذا يكذب الإنسان؟ ونحن كذلك في مثل هذه المسائل, نحن كذلك لدينا مشكلة هنا, ونريد أن نلصق الأمور بالآخرين. عزيزي! حينما تريد أن تفعل ما تشتهيه افعله وانسبه لنفسك وتحمّل أنت تبعاته.. فنأتي ونلفّق المسائل ونلصقها بالنبيّ؟! لماذا؟ لماذا ينبغي أن نقول: إنّ ما نقوم به هو رأي العلماء والأولياء, هو رأي الله ورسول الله!! لماذا؟! لا.. قل هذا هو رأيي والسلام.
هذا ليس صحيحاً أبداً, هذا خطأ.
يعني نحن في العديد من المواضع نعترض ونقول: لماذا دخلت هذه المسائل على الشرع, ولماذا ألصقت هذه التصرفات بالشرع؟! والحال أنّنا نقوم بذلك من حيث لا نشعر!! الشرع يقول مثلا: (النكاح سنّتي), فما دام النكاح سنّة, وزواجك إنّما كان لله, فلماذا تتذرّع بمسائل أخرى وتنسب زواجك إلى فلان وفلان.. وتحتمي بهذا وذاك.. يعني هل ينبغي أن يكون زواجي ناجحاً ومضموناً من كل الجهات؟! بحيث يكون علينا أن نلفّق مسائل أخرى ونضمّها إلى الأمر الإلهي بكون (النكاح سنّتي)؟! لا.. نفس النبي كان أول من عمل بذلك, وكان قد عمل بهذه القاعدة وكان مبتلى في زواجه, فمن يريد أن يعمل بالشرع عليه أن يتحمّل عواقبه ولوازمه, ولا يتذرّع بشيء آخر, بل لماذا لا ينظر الإنسان إلى حاجات الطرف الثاني في الزواج, ويقوم بحمايته والدفاع عن حقوقه!! ها؟! يعني إذا أردنا أن نعمل بـ (النكاح سنّتي), فنفس النبي الذي كان يقول: (النكاح سنّتي), هو أول شخص عمل بذلك, فكانت تأتي المرأة العجوز للنبي وتقول:
يا رسول الله! أنا لست متزوجة, ولا أحد يتزوجني..
يعني حال النبي يقول: يعني هل أنا "السمسار" المسؤول عن تزويج الناس!! [ضحك من الحضور]
حسناً, اذهبي وتزوجي...
لا.. تأتي وتقول ثانية: لماذا أنت لا تتزوجني يا رسول الله!
وهنا, كان رسول الله شديد الحياء, المرحوم الوالد كان يقول: كان حياء النبي عجيباً جداً, وهذا الحياء هو الذي كان يوقع النبيّ في المشقات والمتاعب. كان يمرّ في الشارع فيأتي شخص ويشكو له: ابنتي لم يتزوجها أحد! يعني ما دخل النبي بذلك؟ يعني إن لم تتزوج ابنتك فماذا أفعل أنا؟! فيأتي ذاك الطرف ويصر أن لماذا لا تتزوجها أنت يا رسول الله!! يا إلهي..! حال النبي كأنّه يقول: إلهي ما هذه الحوالات التي ترسلها إليّ؟! [ضحك من الحضور]... عمر جاء عدة مرات إلى منزل النبي, مراراً وتكراراً حتى ألصق ابنته بالنبي!! نعم هذه هي أخلاق النبي, انظروا ماذا يتكلمون اليوم عن النبي, وكيف يلفقون المسائل عن النبي!! واقعاً بدون إنصاف.. واقعاً لا إنصاف لديهم.

 

 العودة الى قائمة المواضيع

 

 


السالك يبني حياته على أصالة المعنى وتعاضد البقاء وليس أصالة المادة وتنازع البقاء


حسنا, هذه المسألة ينبغي أن نفكر بها بشكل دقيق, فمسألة الرياضة, ومسألة مخالفة النفس, ومسألة مواجهة النفس, ومسألة عدم متابعة الهوى, ينبغي أن نزنها ونقيسها بشكل دقيق, وحيث أنّ المسألة حساسة جداً, خاصة أنّ كلامنا عن الزواج, وإن شاء الله سوف نتعرض في الجلسات التالية إلى كيفية الارتباطات العائلية, بين الزوج والزوجة, وكذلك المحيط العائلي, فسوف ترون أنّ عمدة المطلب الذي سأتعرض له يبتني على هذه القاعدة, وهي: هل المحور الذي علينا أن نبني عليه ارتباطنا مع الآخرين, هو المادة وأصالة المادة؟ أم المعنى وأصالة المعنى؟
فهل نذهب إلى أصالة المادة وتنازع البقاء, أم أنّنا نلتزم بأصالة المعنى وتعاضد البقاء؟
فالقانون الحاكم في الدنيا الآن هو قانون تنازع البقاء, والارتباطات بين المجتمعات المختلفة تبتني على أساس تنازع البقاء, والحجر الأساس الذي تقوم عليه جميع الروابط والأمور الحاكمة على المجتمعات المعاصرة ـ وكذلك السابقة ولكن الآن أصبحت أفجع ـ تبتني جميعها على تنازع البقاء, فالأصل بقائي أنا, والأصل طول عمري, والأصل استفادتي وتمتعي وتلذذاتي.. فجميع ذلك يرجع إلى الأنا, وعلى هذا الأساس أقوم بتنظيم علاقاتي مع الآخرين, فإن وافق فبه, وإلا فألغيه وأحذفه من خارطتي, وهذا هو الأصل الحاكم على كل شيء.
الأحزاب التي نراها في كل الدنيا كلها متعارضة ومختلفة, وبيننا وبين الله, إلى أي حد تكون هذه الاختلافات فيما بينها لوجه الله سبحانه وتعالى؟! بيننا وبين الله, أليس الملاك في تنازعاتهم هو بقاء كلّ حزب؛ أنا أبقى، أنت لا.. أنا أستمر وأفوز وأنت لا.. أنا أجمع الناس وأقوم بالدعاية لأجمع الناس حولي, وهكذا..
عزيزي! يعني هل أفرادي وجماعتي هي الأليق والأفضل من سائر الأشخاص الآخرين؟!! بالطبع لا, فهم يعلمون أنّ فلانا أفضل مني, ويعلمون أنه هناك طاقات أخرى, ولكن الأصل الأساسي الذي يفكرون به هو: أنا.. جماعتي.. حزبي.. ومهما أمكن فإنّه يبني رؤيته على أساس تنازع البقاء, ويحذفون جميع أنواع الارتباطات الإنسانية التي تؤدي إلى تساوي الأفراد فيما بينهم.. فاستمرار حياتي السياسية والاجتماعية تقتضي أن أفضح الأحزاب المناوئة, وتضطرني إلى أن أسقط الطرف الآخر.. أصلا لا دخل لنا بالدين.. بل حتى الشيوعيين فإنّهم يحترمون الأصول الإنسانية في أعمالهم السياسية, ولا دخل للإسلام أو المسيحية أو اليهودية في ذلك, فحتى لو لم يكن له دين فالأمر كذلك, على الإنسان أن يحترم الأصول الإنسانية والمباني الإنسانية والفطرية, من الأمانة والصدق, والصداقة والمساعدة والتعاون.. لا أنّ يبني رؤيته على تنازع البقاء؛ من الإسقاط والمحو والتهجم والتنازع والتقاتل والتناحر.. لا.. بل ينبغي بناء ذلك على أساس تعاضد البقاء, على أساس المساعدة والتعاون والنصرة, هذا هو الأساس, فحتى لو أراد المجتمع اليهودي أن يبني مجتمعه على أساس متين وقواعد قانونية أصيلة, فهذا المجتمع اليهودي سوف يكون ماشيا على نهج أمير المؤمنين, فهو له ذلك, ولا دخل لليهودية في ذلك, أصلا هذه المسائل لا ربط لها لا بأمير المؤمنين ولا باليهودية, فهي ملاكات واقعية ومنطقية.
فصاحب الزمان إمامنا الحي, كيف سيكون ارتباطه مع هذه المجتمعات اليهودية والمجتمعات النصرانية والمجتمعات التي لا تقبل الله ولا تعبده, ولا تفهم هذه المسائل, ولم تتوصل إلى التوحيد.. ها..؟ كيف سيكون ارتباطه مع هذه المجتمعات النصرانية والمسيحية؟ لن تكون على أساس تنازع البقاء, بل على أساس التعاضد والمساعدة والتعاون, فإذا كان هناك حاجة إنسانية سوف يرفعها, ولا يقول: لا ربط لي بذلك, فإنه يحترم جاره ويساعده, ولا يتركه ليلا.. بل إن أمكنه مساعدته فلا يقصر, كذلك بالنسبة للرفيق والصديق..

 

 العودة الى قائمة المواضيع

 

 


أهمية صلة الرحم في عملية رياضة النفس


أصلا مسألة صلة الرحم أليست مهجورة؟! وأنا أتعجّب من بعض الأرحام, يعني حتى أرحامي أنا, حيث يسألوني عن أحوال بعض الأقارب, والحال أنّهم هم أقرب إليهم منّي!! يتذرّعون بأنّ الزمان صعب وضاغط ووو.. حسنا لماذا ترجع من العمل إلى المنزل إذاً؟ ابق في العمل, أصلا لا تأتي إلى المنزل.. يعني المشاغل الضاغطة فقط تمنعك من زيارة أختك؟! فلا تتمكن من زيارتها وصلة رحمك, أو تقصر مع أخيك, وكذلك ابن عمك وابن خالك.. ولكن لا مشكلة لديك أبداً من زيارة زوجتك!! بالطبع يأتي قبل ذلك بساعة... [ضحك من الحضور] فيعطّل المحل ويغلق المتجر.. لماذا لا تقول في هذا المورد: لديّ عمل! يعني نفعل ما ينسجم مع المشتهيات النفسية والأهواء والرغبات.. وهكذا.. لماذا لا تزور أمّك وأبيك الطاعنين في السن؟! تدرون لماذا؟ لأنّ هذه الأصول قد حذفناها من حياتنا, يعني إن كنت تتذرّع بالانشغالات الكثيرة, حسناً فلا تأتي إلى المنزل أيضا! واذهب إلى زيارة والدتك الكبيرة في السن, فما دام هناك مشاغل فلننقص من هناك, ها؟! يعني سبحان الله, كلّ الطرقات مشرّعة والأضواء الخضراء مشعشعة للذهاب إلى المنزل مع الزوجة وتناول الغذاء اللذيذ وسائر المشتهيات.. بينما الذهاب إلى منزل الوالدة الكبيرة في السن... فلا... هنا لدينا مشاغل وموانع, كذلك الوالد.. وكذلك صلة الرحم للأقرباء.. مشاغل وموانع!! لا عزيزي! قل: أنا لا أريد الذهاب, لماذا تتذرع بالعمل وبهذا وذاك.. فنحن لا نريد أن نعمل, نضع أنفسنا تحت القناع الذي تحدثنا عنه, فكل مبنى وكل قاعدة تلقى على مسامعنا, حتى لو كانت إنسانية ومنطقية وواقعية, نشرع بالتذرع بوجود مشاكل وموانع... فنحن لا نريد تحرير أنفسنا, بل نريد أن نبقي أنفسنا عبيداً.
 

 العودة الى قائمة المواضيع

 

القسم  الثالث  من  المحاضرة

چاپ ارسال به دوستان
 
الإستفتاء
الإسم:    
البريد الإلكترونيّ:    
التاریخ    
الموضوع:    
النص:    

أدخل الرمز أو العبارة التي تراها في هذه الصورة بدقة

اگر در دیدن این کد مشکل دارید با مدیر سایت تماس بگیرید 
عوض الرمز الجديد

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی