الفيديو المحاضرات سؤال و جواب معرض الصور صوتيات المكتبة اتصل بنا الرئیسیة
  الجمعه  17 رمضان  1445 - Fri  29 Mar 2024
البحوث المنتخبة    
كتاب المتقين    
موقع المتقين > البحوث الاجتماعية > شدّة الاهتمام بالأعياد الإسلاميّة وعيد الغدير في مقابل النيروز وسائر المناسبات الوطنيّة


_______________________________________________________________

هو العليم

شدّة الاهتمام بالأعياد الإسلاميّة
وعيد الغدير في مقابل النيروز وسائر المناسبات الوطنيّة

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين
واللعنة على أعدائهم أجمعين

الاهتمام الشديد بالأعياد الإسلاميّة وعيد الغدير في مقابل النيروز وسائر المناسبات الوطنيّة


خلاصة: يرى أولياء الله أنّ الأعياد تحدّد هويّة المجتمع الثقافيّة وتفرض أجواءها على الناشئة؛ ومن هنا اهتمت بها الشريعة وحدّدت للأمّة أعيادًا تتناسب وأهدافها المعنويّة. ويوم غدير خمّ أعظم أعياد الأمّة بنصّ الرسالة، فينبغي أن يأخذ موقعه المناسب على حساب مختلف الأعياد القوميّة والوطنيّة. وحول ذلك نضع بين يدي القارئ ترجمة لبعض مقاطع الكتاب القيّم: النيروز في الجاهليّة والإسلام والذي ألّفه باللغة الفارسيّة سماحة آية الله السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهرانيّ حفظه الله في هذا المجال.

    

سيرة العلامة الطهراني وأولياء الله رضوان الله عليهم في الاهتمام بعيد الغدير

كان للمرحوم الوالد العلاّمة ـ قدّس الله سرّه ـ اهتمام بالغ بإحياء ذكرى حادثة الغدير وتثبيتها في قلوب ونفوس أفراد المجتمع. وقد كان الاهتمام بهذه الحادثة أمرًا متعارفًا وشائعًا في كافّة الأعصار بين الأعاظم من أهل المعرفة، وخصوصًا أولياء الله والعرفاء بالله، وكانوا يعملون جميعًا على إقامة مراسم العيد والاحتفال وإظهار الفرح بهذا اليوم العظيم.
لقد خصّ المرحوم الوالد في أيّام حياته خمسة أيّام باسم الأيّام الغديريّة، وكان يوصي تلامذته ومريديه ومحبّيه أن يعملوا خلالها على إقامة الاحتفالات ومجالس الأنس، والتزاور بين الأقارب والأصدقاء والجيران وسائر المؤمنين، وأن يشجّعوا أطفالهم على المشاركة في هذه المراسم. وبحمد الله ومنّه فقد تحقّق هذا الغرض، وتشهد الآن العديد من المدن سواء في إيران أو خارجها الاحتفال بهذه المراسم، وإن شاء الله سيتضاعف ذلك يومًا بعد يوم، وسيكتسب المزيد من البهاء والتألّق.

    

ضرورة الاحتفاء بعيدي الفطر والأضحى تحقيقًا للوحدة الإسلاميّة

وعلى المجتمع الإسلاميّ بأسره ـ وخصوصًا الشيعيّ منه ـ أن يولي القيام بذلك اهتمامًا كبيرًا، وأن يبرز أحد مجالات ومظاهر الاتحاد والائتلاف والاستئناس بين الفرق الإسلاميّة، وذلك من خلال الاحتفاء بعيدي الفطر والأضحى السعيدين، وإقامة الاحتفالات ومجالس السرور والتعطيل لبضعة أيّام، وأن لا يكتفوا بمحض تبادل التبريكات، والمرجوّ من المجتمعات الشيعيّة على وجه الخصوص سواء في إيران أو غيرها، وقد كانت هذه المجتمعات ولا تزال تمثّل طليعة التابعين في ميدان ولاء أهل البيت عليهم السلام، مطيعة منقادة لمرتبة الولاية والوصاية لأئمّة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين؛ فالمرجوّ منها أن تعمل على إحياء ذكر وعقيدة ومدرسة التشيّع القويمة، وذلك من خلال هجران عيد النيروز الجاهليّ، والعمل بهذه السنّة والسيرة الممضاة من الشرع، والمرضيّة من أولياء الدين، فيعلنوا العطلة الرسميّة لعدّة أيّام يقضونها بالاحتفالات والاجتماعات الجميلة المتوالية، وبالتزاور والترويح عن النفس والبهجة والسرور، ليغرسوا روح الولاية وحقيقة الإمامة في نفوس الناس، وفي قلوب أبناء المجتمع كلّهم، والأطفال والفتيان والشباب منهم على الخصوص، وأن يجعلوا منهم قرناء للولاية يألفونها، وذلك بإشعارهم حقيقتها في ذواتهم وبواطنهم وفي كافّة مراحل حياتهم الظاهريّة والباطنيّة. وسيكون هذا لعمري ممّا يرضاه وليّ نعمتنا وصاحب اختيارنا، حضرة وليّ العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف!

    

ضآلة معرفة الشباب بحقيقة الولاية ومحوريّتها

ومع كامل الأسف! فإنّ معرفة شبابنا اليوم لحقيقة الولاية ومحوريّتها لجميع شؤون الحياة، وخصوصًا الاهتمام بالحضور المقدَّس لحضرة وليّ العصر أرواحنا فداه هي معرفة ضئيلة، ولم يُبذل في هذا المجال الجهد الكافي، حيث يكتفى بذكر حضرته الشريفة في ذكرى ولادته، وبالدعاءِ له بتعجيل فرجه، ثمّ وحتّى العام التالي لا يأتي أحد على ذكر شيء من دائرة معارفه، وفواضل نعماته وبركاته.
فكم ينتظر الناس في زماننا هذا ـ وخصوصًا الشباب منهم والفتيان والأطفال ـ السنة الجديدة وما يحيط بها من احتفال عام ومجالس أنس وسرور وابتهاج بقدوم تلك السنة وبآثارها، كالتنزّه والسفر والتزاور وقضاء أيّام من العطلة! فهل يشتاقون بما يوازي عُشر ذلك قدوم أيّام الغدير والنصف من شعبان وغيرهما؟! أليس ذلك لأنّا قمنا بأيدينا بإعداد المقدّمات لهذه المحبّة والشوق والسرور والبهجة في أيام السنة الجديدة، في حين غفلنا عن ذكرى ومراسم المناسبات الدينيّة الأصيلة؟!

    

الأيدي الخفيّة والعلنيّة في إحياء سنن الجاهليّة الأسطوريّة

ولو تجاوزنا عن كلّ ذلك، فإنّا ـ ومع كامل الأسف ـ نلمس وجود أيدٍ خفيّة بل وعلنيّة أحيانًا، تعمل في مجتمعنا على إحياء هذه السنّة الجاهليّة الأسطوريّة، والتي هي على تناقض وتنافٍ مع السنن الإسلاميّة وروح الشريعة، وذلك من خلال مختلف الأفراد والمسؤولين، وهم في حالة من الحراك والسعي الدؤوب، ويحرزون التقدّم في هذا المجال.

    

الكشف عن ضعف ما يبرّر به الاحتفاء بالنيروز من اقترانه ببعض أعمال البرّ

إنّ حالة الاحتفاء والابتهاج تعلن بنفسها عن عللها وأسبابها، وتهتف للجميع بصوتها الرفيع البليغ عن الاتجاه والهدف والغاية من هذه الأعمال؛ ومن هنا يظهر بوضوح عمق الخطأ الفادح الذي ارتكبه الكثيرون منحرفين عن جادّة الصواب، وذلك حين اتّخذوا من وجود بعض الجوانب الإيجابيّة في النيروز دليلًا على جواز الاحتفاء به كعيد من الأعياد، من أمثال صلة الرحم والتزاور بين الأصدقاء وإعلان مظاهر البهجة والسرور؛ وذلك أنّ إقامة هذه الاحتفالات ومظاهر الفرح والسرور هي نتيجة لتلك الغاية ومعلولة للعلّة الغائيّة التي من أجلها أقيمت، ألا وهي مصادفة السنة الجديدة ويوم النيروز، لا أنّ هذه العناوين من صلة الرحم وما شابه هي العلّة الغائيّة لجواز اتخاذ هذا اليوم عيدًا. ولذلك ورد النهي عنه في الشرع وبواسطة أولياء الدين، ووقع موقع الذمّ والاستبعاد.
ثمّ علينا أن نلتفت إلى أنّ معنى السنّة هو الثقافة والسيرة الخاصّة في المجتمع، وكلّ من يتّبع هذه السنّة فإنّه يُعنوَن كملتزم ومتقيّد بها، وذي اعتقاد قلبيّ بها، وانقياد تامّ أمامها، وليس المطروح في هذه المسألة القيامَ بالعمل بحدّ ذاته، وإنّما الشعور بالدخول في جوّ خاص، يؤدّي التخلّف عنه إلى لوازم وتبعات خاصّة، وإن لم يقم بهذا العمل نفسه في ظروف وحالات أخرى.[1]

    

التوحيد هو المحور الأوحد للأفعال والاعتقادات الإنسانيّة في نظام الأديان الإلهيّة

إنّ التوحيد والالتفات إلى ذات الله وحده هو المحور للأفعال والاعتقادات في نظام الأديان الإلهيّة[2]، حتّى النبيّ نفسه أو وليّ الله لا دور له في هذه المحوريّة ولو بمقدار ذرّة، وقد أكّدت آيات القرآن مرارًا على ذلك، وأنّ دور أنبياء الله هو مجرّد الرسالة وإبلاغ الحكم والإرادة الإلهيّة لا أكثر، والرسول أو النبيّ نفسه لا يختلف في أداء التكليف عن سائر عباد الله، ولا شأن لميله وإرادته في أمر الرسالة العظيم، وعليه على الدوام أن يجعل نظره وسمعه وقلبه وضميره متّجهة نحو مبدأ الوجود والذات الأحديّة، فينظر ما هو الحكم أو الأمر الصادر منها.[3] تقول الآية الشريفة: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدي مَنْ يَشاءُ﴾[4]
أي أنّه لا وجود في مسألة الهداية والشريعة لرغبات الناس وميولهم وما يحبّونه، وإنّما الموجود هو إرادة الحقّ ومشيئته فله الكلام أولًا وآخرًا، وعلى الجميع أن يجعلوا هذه القاعدة نصب أعينهم في أمر تبليغ رسالته.

    

كلام المرحوم العلامة الطهراني عن عيد الغدير وأعياد الإسلام وبدعة النيروز في كتاب معرفة الإمام

لقد تحدّث المرحوم الوالد المعظّم ـ قدّس الله سرّه ـ في الكتاب الشريف معرفة الإمام لصفحات عن أهميّة عيد الغدير والاهتمام بإحيائه، وذلك بأفضل نحو وأبهى منزلة؛ حتّى ليقال حقًّا: إنّه أتمّ البيان، وأدّى هذه الحادثة العظمى كامل حقّها بتلك العبارات، ونحن هنا ننقل نصّ كلامه تيمّنًا وتبرّكًا ولا نزيد عليه:

    

السبب في تسمية يوم الغدير عيدًا ومعنى العيد في اللغة والعرف

أجل، يقال لعيد الغدير: عيدٌ؛ لأنّ الذكريات والقضايا المهمّة قد وقعت في ذلك اليوم في غدير خمّ، من خطبة رسول الله، وأخذه بضبعي عليّ حتّى بان بياض إبطيهما، وتعريفه للناس، ثمّ الأمر بالسلام عليه بلفظ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أميرالمؤمنين بعد نصبه في خلافة رسول الله، وإعطائه الولاية الإلهيّة الكلّيّة، ونزول آية إكمال الدين وإتمام النعمة، وآية التبليغ وانقياد المخالفين وتسليمهم أمام تلك العظمة والأبّهة الحقيقيّة والظاهريّة، ثمّ مخالفتهم بعد وفاة رسول الله، وأخيراً ما تركته من نتائج سريعة. كلّ ذلك يرتبط بيوم عيد الغدير، ويعود إليه، ويدلّ عليه، وتهطل تلك البركات النازلة على أهله.
ذلك أنّ كلمة العيد من عَوَدَ بمعنى عاد؛ قال في «أقرب الموارد»: العيد: الموسم، وكلّ يوم فيه جمع أو تذكار لذي فضل، وقيل: حادثة مهمّة. وقال ابن الأعرابي: لأنّه يعود كلّ سنة بفرح مجدّد.
و كان أصل كلمة عِيْد، عِوْد. قلبت الواو ياءً لسكونها بعد كسرة، فصارت عيداً، والجمع أعْياد، والتصغير عُيَيْد، وقد بنوه من معتلّ، إمّا لأنّ واحدَهُ عيد، أو لوجود الفرق بينه، وبين العُود بمعنى الخشب، وجمعه أعوَاد وتصغيره عُوَيْد. وقال في أصل المادّة: عَادَ إلى كَذَا يَعُودُ عَوْداً وعَوْدَةً ومعاداً، وقيل: عاد بعد الإعراض والانصراف.
و ورد هذا الكلام أيضاً في «صحاح اللُّغَة» و«المِصْباح المنير».
و أضاف في «المصباح» قوله: عَيّدتُ تَعييداً، أي: شهدت العيد.
و بعد أن علمنا معنى العيد في اللغة، ننتقل إلى معناه المصطلَح عليه عند الناس والطوائف والمِلَل والنِّحَل. فبأيّ معنى يستعمل هؤلاء كلمة العيد؟ ونقول توضيحاً لهذا المطلب: إنّ هناك شيئاً خاصّاً له أهمّيّته عند كلّ طائفة وجماعة، وكلّ شعب ومذهب مثل الذكرى السنويّة لواقعة وحادثة ما، إذ تتجدّد في كلّ سنة من أجل تكريمها والإشادة بروحها ومعناها، ويعيشون الفرح والسرور في الاحتفال بتلك الواقعة. وعلى الرغم من أنّ الواقعة المذكورة قد مضت، بَيدَ أنّهم يقتربون إليها بأرواحهم من خلال تخليدها وإحياء ذكرياتها العالقة في الأذهان، ويمتّعون بذلك أنفسهم.
و لما كان طلّاب الدنيا لا يبتغون إلّا الوصول إلى المنافع الدنيويّة لا غير، لذلك يعيّدون عند ظهور ظاهرة دنيويّة، فالملوك يعيّدون ويبتهجون بعد تسيير الجيوش وإراقة الدماء والتمكّن من الخصم، والتسلّط على الشعوب التي خطّطوا للسيطرة عليها، ويشيّدون أقواس النصر، ويجدّدون ذكرى ذلك الانتصار في كلّ عام.

    

السبب في اتخاذ النيروز عيدًا عند قدماء الفرس

وكان الفرس القدماء يتّخذون النيروز عيداً لاعشيشاب الأرض، واخضرار الأشجار، وحلول فصلٍ تضحك فيه الأرض بعد انقضاء فصلي الخريف والشتاء، فإذا هي أنضر يوماً بعد آخر.
و هذا منطق يتشدقّ به من لا شغل له بالمعنويّات والروحانيّات، إذ يرى القيم الإنسانيّة في المادّة والخضرة فحسب. وفي الحقيقة ما هو الفرق بين هذا العيد وعيد البهائم التي تبتهج وتنتعش في فصل الربيع، وترعى في الحقول والمروج والمراتع، بعد أن كانت كئيبة ومتعبة في فصل الشتاء؟! فهي على ذلك النمط، والإنسان على هذا النمط. والحقيقة واحدة، لكنّها للبهائم بذلك الشكل، وللإنسان بهذا الشكل.

    

السيّد ابن طاووس رضوان الله عليه يعيّد في يوم بلوغ ولده‏

نقرأ في كتاب «كشف المحجّة» للسيّد ابن طاووس أنّه لم يعيّد ولم يحتفل في يوم ميلاد ولده، بل كان يعيّد ويحتفل في يوم بلوغه وتشرّفه بشرف التكليف، إذ تأهّل لخطاب الله، وجرى عليه قلم التكليف.
قال في الفصل الثالث والمائة: فإذا وصلتَ إلى الوقت الذي يشرّفك الله‏ جلّ جلاله يا ولدي محمّد بكمال العقل، وهو جلّ جلاله أهل من استصلحك لمجالسته ومشافهته ودخول مقدّس حضرته لطاعته، فليكن ذلك الوقت عندك مؤرّخاً محفوظاً من أفضل أوقات الأعياد، وكلّما أوصلك عمرك المبارك إليه في سنة من السنين فجدّد شكراً وصدقات وخدمات لواهب العقل الدالّ لك على شرف الدنيا والمعاد. واعلم أني أحضرت أختك (شرف الأشراف) قبل بلوغها بقليل، وشرحت لها ما أحتمله من حالها من تشريف الله جلّ جلاله لها بالإذن لها في خدمته جلّ جلاله بالكثير والقليل وقد ذكرت الحال في كتاب «البَهْجَةَ لِثَمَرَةِ المُهْجَة».
الفصل الرابع والمائة: وإن بقيتُ حيّاً على ما عوّدني الله جلّ جلاله من رحمته وعنايته، فإنّني أجعل يوم تشريفك بالتكليف عيداً أتصدّق فيه بمائة وخمسين ديناراً، عن كلّ سنة بعشرة دنانير، إن كان بلوغك بالسنين، وأشتغل بذلك في خدمته. وإنّما هو ماله جلّ جلاله وأنا مملوك وأنت عبده! فتحمل إليه من ماله ما يريد أن تحمله لجلاله.

    

فلسفة الأعياد في الأديان السماويّة

بَيدَ أنّ الأديان السماويّة وضعت الأعياد لأتباعها على أساس القيم الإنسانيّة، وبلوغ الأهداف الإيمانيّة، والخروج من ربقة الشرك، والتحرّر من كُبول المتجبّرين والطغاة الذين سخّروا الناس لتنفيذ مآربهم واستغلّوهم لمصالحهم الاستكباريّة.

    

عيد الفطر

وفي الدين الإسلاميّ المقدّس عيدان هما الفطر والأضحى. أمّا عيد الفطر فقد شُرِّع بسبب إعراض الناس عن الإفراط في الشهوات خلال شهر واحد هو شهر رمضان، إذ صاموا أيّامه، وقاموا لياليه، وارتقت الحالة الروحانيّة والمعنويّة فيهم من خلال ما عملوه من الصالحات أكثر من سائر الأيّام كالإنفاق في سبيل الله، وتلاوة القرآن الكريم أكثر، والعزوف عن المحرّمات والمكروهات، وتطهير النفس الأمّارة وتزكيتها، وتيسّر لهم التخفّف والتجرّد وإمكان العروج إلى عوالم القدس، لأنّ الطعام، والشهوة، والغضب مفاتيح جهنّم ومقاليد سلطة الشيطان. وفي هذا الشهر، جعل الله الجوع والعطش مائدته السماويّة لضيوفه، ويستبين أنّها أفضل تحفة من ربّ الأرباب.
اندرون از طعام خالى دار
                             تا در آن نور معرفت بيني

يقول: «أخْلِ جوفك من الطعام، لترى فيه نور المعرفة».
وينبغي أن نتّخذ ذلك اليوم عيداً، ونستلم عيديّتنا من الله الكريم الرحيم في هذا الوقت الذي هو وقت الحصول على النتيجة والأجر.

    

كيف نحتفل بعيد الفطر؟

بَيدَ أنّ الاحتفال بالعيد لايعني العزف والضرب على الطبول، ولا يعني تناول الحلويّات وارتداء الملابس الملوّنة، ولا التنزّه البهيمي، بل يعني درجة عليا من التزكية والتطهير، وصقلٍ أفضل للنفس كي تستعدّ للبركات ونزول‏ الموائد السماويّة.
و يستحبّ في ليلة عيد الفطر غسلان: أحدهما في أوّل الليل، والثاني في آخره. وتلك الليلة هي ليلة إحياء، أي: انشغال بالعبادة والقيام والذكر، ذكر المحبوب والمعشوق الأزلي والحبيب السرمديّ. ويستحبّ الغسل في يوم العيد أيضاً.
و نشهد في يوم العيد الذهاب إلى صلاة العيد، وإقامتها في الصحراء مع جميع الناس، وأداءها بكيفيّة خاصّة، في ركعتين وتسعة قنوتات، وإطلاق اللسان بذكر التهليلات: "اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لَا إله الَّا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، ولِلَّهِ الحَمْدُ، والحَمْدُ لِلَّهِ على مَا هَدَانَا ولَهُ الشُّكْرُ على مَا أوْلَانَا".

    

عيد الأضحى

و أمّا عيد الأضحى، فقد شُرّع بسبب ترك الناس بيوتهم وأوطانهم ومكاسبهم وأعمالهم وصيتهم وجاههم وجميع ما يتعلّقون به عشقاً للقاء وجه الله. ويتوجّهون شطر المسجد الحرام من كلّ فجّ عميق، ويؤدّون المناسك من طواف وسعي ووقوف في عرفات خارج الحرم، ثمّ الدخول في الحرم والمشعر، ويستريحون في المزدلفة ليلًا بإذن الدخول الذي حصلوا عليه من الله، ثمّ يأتون إلى مِنى، ويرجمون الشيطان سبعاً، وينحرون، ويحلِّقون، وهم حفاة حاسرو الرؤوس في هذه المدّة يبحثون عن الحبيب ويتحرّون.
ومن المناسب أن يعيّدوا ويبتهجوا عند خروجهم من الإحرام شكراً للّه على قبول هذه الأعمال الشاقّة والمُلذّة في آنٍ واحد، ثمّ يحمدوا الله ويتهيّأوا لمراسم العيد التي تمثّل ذكراً للّه وتطهيراً أكثر، ويؤدّوا صلاة العيد، ويطلقوا ألسنتهم بالتقديس والتمجيد الإلهيّ، وبيان جمال الله وجلاله، والنطق بمحاسنه ومواطن جماله، وإعلان الوحدة، وتوحيد الذات‏ والأسماء والصفات والأفعال في العالم، والقول: "اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لَا إله الَّا اللهُ واللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ ولِلَّهِ الحَمْدُ، اللهُ أكْبَرُ على مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهيمَةِ الأنْعَامِ، الحَمْدُ لِلَّهِ على مَا أبْلَانَا".وليس الحجّاج فحسب، بل إنّ كافّة المسلمين في شتّى بقاع العالم ينبغي أن يبتهجوا بهذه الموهبة العظمى التي حازها إخوانهم في تلك المواقف الكريمة، وينحروا بعد الأعمال التي قاموا بها في ذي‏القعدة والأيّام العشرة الأولى من ذي الحجّة، ويقيموا صلاة العيد، ويذهبوا إلى الصحراء حفاة مع الإمام من أجل الجماعة.

    

عيد يوم الجمعة

إن يوم الجُمْعَة عيد أيضاً لأ نّه يوم اجتماع الناس لصلاة الجمعة، وسماع الخطبتين، والتطهير. ولذلك سمّاه الله بهذا الاسم: الجُمْعَة، أي: يوم اجتماع الأمّة الإسلاميّة وتلاحمها. وكان يقال له قبل الإسلام: يَوْمُ العُرُوبَةِ. وأوجب الإسلام صلاة الجمعة وجوباً عينيّاً تعينيّاً في كلّ زمان إلى يوم القيامة، ولعن تاركها.[5] ولكنّ شرط صحّتها: الجماعة وإشراف وإمامة الإمام العادل أو المنصوب من قبله. فالإمام هو الذي يقيمها عند حضوره. وفي زمن الغيبة، يقيمها الفقيه العادل الجامع للشرائط القائم بمهامّ الإمام بأدلّة النيابة العامّة.
إن صلاة الجمعة واجبة وجوباً مطلقاً لا وجوباً مشروطاً كالحجّ المشروط وجوبه عند الاستطاعة[6]، بل هي كصلاة الظهر من حيث الطهارة والغسل والوضوء. لذلك فإنّ الإمام وحاكم الشرع هو شرط الانعقاد والصحّة وشرط الواجب لا شرط الوجوب. فلهذا إذا كان الإمام في الغيبة، ولم تكن للفقيه الجامع شرائط القدرة على الحكومة، إذ يعيش في التقيّة، فإنّ الناس جميعهم آثمون لترك صلاة الجمعة، لأ نّهم يتركون صلاة عينيّة تعيينيّة لها أهمّيّتها الفائقة.
و يجب على أولئك كلّهم النهوض وتأسيس الحكومة الإسلاميّة ليظهر الإمام الغائب، أو يصبح الفقيه مبسوط اليد بعد أن كان مقبوضها، ويتمكّن من إجراء الحدود، والذبّ عن ثغور الإسلام. ومن واجبات الحاكم إقامة صلاة الجمعة في نطاق حكومته.
إنّ الذين لا يقيمون صلاة الجمعة في زمن الحكومة الجائرة يعذّبون لعدم تأسيسهم حكومة إسلاميّة تُقام صلاة الجمعة في ظلها.
و إذا لم يتوفّر الحاكم المطلوب، فإنّ صلاتهم غيرصحيحة، ومرفوضة.
من هذا المنطلق، فإنّ يوم الجمعة هو يوم العيد والاجتماع، ويطهُرُ الناس فيه، ويخرجون من الأخطاء والذنوب التي ارتكبوها طيلة الأسبوع، ويستجاب الدعاء في ذلك اليوم. وتحظى ليلة الجمعة أيضاً بأهمّيّة وخصوصيّة للتهيّؤ والاستعداد للقيام بواجبات نهارها. وتتميّز هذه الليلة عن سائر الليالى.

    

عيد الغدير أفضل الأعياد

أمّا عيد الغدير فهو من أشرف الأعياد وأفضلها بسبب ربط الأمَّة بالإمام، واتّحاد قلوبهم بالولاية، والورود في سلك السالكين والسائرين على طريق المودّة والمحبّة والإيثار والإنفاق، والعقل والشعور، واتّساع النور الربّاني، والنفحات القدسيّة السبحانيّة، وارتباط الملك بالملكوت.
إنّ عيد الغدير هو يوم العبوديّة والتسليم أمام الحقّ، والخروج من فرعونيّة النفس الأمّارة، وإلقاء حبل ذلّ الرقِّيَّة للّه، والإقرار والاعتراف بمفردة خاصّة من مفردات عظمته، ووضع القدم في صراط الإيقان المستقيم، والخطو خطوة راسخة على طريق ترك الرسميّات، والتحلي بالحقّ والحقيقة والموضوعيّة خالصاً وتاركاً لأوهام المجاملات، والخروج من زمرة البهائم، والالتحاق بصفّ البشر.
إنّ عيد الغدير هو إستجابة النبيّ الأكرم لنداء القدّوس السبّوح‏ بحصر الولاية في القرآن الكريم في قوله:﴿ يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ﴾ ، والإقرار القلبيّ بكلام نبيّه الأعظم: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيّ مَوْلَاهُ"، والتفيّؤ بأفياء دعائه: "اللهُمَّ والِ مَنْ والاهُ"، والفرار من دعائه المدمِّر: "وعَادِ مَنْ عَادَاهُ"، واستقبال قوله: وانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، واستدبار كلامه: "واخْذلْ مَنْ خَذَلَهُ".
إنّ عيد الغدير هو النظر إلى الجمال الملكوتيّ لمولى الموالي أميرالمؤمنين عليه السلام وهو على يدي النبيّ المعظّم بعد أن ارتقى المنبر المؤلّف من أحداج الإبل، تحت شجيرات السَّمرات في وادي الجُحْفَة في غدير خمّ، وهو عَرْضُ الولاية على كافّة الناس، ونزول الملكوت والجبروت في عالم الملك هذا منادياً: يا أعداء عليّ! ويا خصوم أهل البيت الذين طالما آذيتم رسول الله بشكاواكم من عليّ! اعلموا: أنّ عليَّاً لا يليق بشأنه أن يُؤذَى ويُشْكَى.
هو والي الولاية، وهو الطير الوحيد المحلّق في سماء العرفان، والملاك المقرّب في قصر العرفان. وهو أقرب منكم إلى نفوسكم، وأولى بها منكم. وهو سيّدكم وأميركم ورئيسكم وقائدكم تكويناً وتشريعاً!
لقد عرض النبيّ عليَّاً على الناس ليروه كلّهم، كما فعلت زليخا إذ عرضت يوسف على نساء مصر، وهي تقول لهنّ: أيّتها النسوة اللائي لُمنني في حبّ هذا الفتى، وقلتنّ: أنتِ امرأة عزيز مصر، وملكة الوجاهة والجمال، أليس من الضياع أن تُفْتَنِي بهذا الفتى المجهول وهو عبدكِ وغلامكِ؟!
ودعت زليخا نساء مصر، وأجلستهنّ في بيت له بابان، وآتت كلّ واحدةٍ منهنّ كبّادة[7] وسكّيناً، وقالت لهنّ: سيأتي يوسف ويعبر من هنا، ومن شروط الأدب التي ينبغي أن تراعينها أنّه إذا أقبل ورأيتنّه، فلتقطع كلّ واحدة منكنّ قطعة معطّرة من هذا الكبّاد، وتجامله بها على سبيل‏ الهديّة!
و أدخلت زليخا يوسف من أحد البابين، فعبر من أمام النسوة المصريّات، وخرج من الباب الآخر. وما إن وقعت عيونهنّ على ذلك الجمال ـ الذي هو قبس من جمال الحقّ تعالى ـ وأردن أن يقطعن الكَبَّاد ليجاملنه به، دُهِشْنَ وذُهِلْن فلم يميّزن بين اليد والكَبّاد، فقطّعن أيديهنّ مكان الكَبّاد، وسال الدم من غير أن يشعرن به.
گرش ببينى ودست از ترنج بشناسي‏
                             روا بود كه ملامت كنى زليخا را
يقول: «لو رأيته واستطعت أن تميّز يدك من الكبّاد، لجاز لك أن تلوم زليخا».

ولمّا خرج يوسف، قالت زليخا للنسوة: ما بكنّ؟ ما خطبكنّ؟ ما دهاكنّ؟ ما لكنّ قد أدميتنّ أثوابكنّ البيضاء ولِمَ قطّعتنّ أيديكنَّ؟ ونظرن إلى أيديهنّ وأثوابهنّ ﴿وَ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَريم‏﴾ [من الآية 31، من السورة 12: يوسف]
و قالت زليخا:﴿فَذَلِكُنَّ الذي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾. [من الآية 32، من السورة 12: يوسف] ذلك الفتى الذي هو عبدنا وغلامنا، وقد لمتنّني فيه!
و رفع النبيّ عليَّاً على يده ليراه جميع الناس، ويعلموا أنّه ذلك الفتى الذي كانوا يُسيئون القول فيه، وأنّ أضغانهم وأحقادهم البَدريَّة والحُنَيْنيَّة وغيرها، لم تسمح لهم أن يخضعوا أمامه مسلّمين طائعين، فيقرّوا بأبّهته وجلالته وشرفه ومنزلته العظيمة في شجاعته وعلمه وعرفانه وإيثاره، وحالاته الروحيّة، وجَذَباته السبحانيّة وغيرها، إذ كان حسدهم القديم المتأصل يحول دون تطويعهم أنفسهم لطاعته، وها هو يُعْرَض على يَدَي خاتم‏ الأنبياء والمرسلين وسيّد وُلْدِ آدم، وشفيع الأنبياء الماضين والشاهد عليهم في عرصات القيامة. وقد انطوت نفسه على الإسلام والإيمان، ولا يقبل عمل إلّا باتّباعه، والاقتداء بنهجه وسنّته. وهو قسيم الجنّة والنار. وهو ميزان العدل والإنصاف. وهو مخزن الأسرار وكنز المعرفة. وهو الذي أولى بكلّ مؤمن من نفسه وأقرب إليه منها. وهو حامل القرآن. وهو الفرقان بين الحقّ والباطل. وهو المكلّف بالحرب على تأويل كتاب الله، كما كان النبيّ مكلّفاً بها على تنزيله. وهو صاحب اللواء لدفع وقمع الناكثين والقاسطين والمارقين. وهو الشهيد في محراب العبادة في بيت الله كما كان ميلاده في بيت الله.
إن عيد الغدير معرض لهذه التجلّيات، وبروز هذه الحقائق وإبرازها، وظهورها وإظهارها.
ومن هذا المنطلق اقتضت عناية الله أن يشتهر حديث الغدير في الآفاق، ويجري ذكره على ألسن الناس. ويصبح يوم الغدير موسماً مهمّاً ليكون حجّة قائمة لأتباع إمام الحقّ ومُقتَدَى الأمّة.

    

سيرة الأئمّة عليهم السلام وأتباعهم في إحياء عيد الغدير

فلهذا كان الأئمّة الطاهرون عليهم السلام يواظبون على إحياء هذه الواقعة، والاحتجاج بها على المناوئين. وتأسّى بهم الأصحاب العظام الكرام، والتابعون ذوو العزّة والاحترام، وعلماء السَّلَف، خلفاً عن خلف، فأحيوها في المجالس والمحافل والاجتماعات من خلال ذكر الأشعار والقصائد النابضة على الرغم من مرور الدهور وكرور الأيّام، وأودعوها الأجيال القادمة غضّة طرّية.
و أمر الأئمّة المعصومون سلام الله عليهم أجمعين شيعتهم بالفرح والسرور والتهنئة والتبريك والتسليم والصوم والإنفاق في هذا اليوم. وكانوا يتعاملون معه بوصفه عيداً.
و بالأخصّ تجتمع طائفة الإماميّة في هذا اليوم اجتماعاً عظيماً عند مرقد سيدنا أميرالمؤمنين عليه السلام بالنجف الأشرف. وزيارة الغدير من الزيارات المخصوصة للإمام. ويجتمع رجال الشيعة من شتّى القبائل والحواضر حول قبره قادمين من مختلف الأرجاء البعيدة والقريبة، ويقرؤون زيارته المخصوصة المرويّة عن الأئمّة الطاهرين، والحاوية على جميع الكمالات، والمبيّنة لكافّة مقاماته ودرجاته، ويتحدّثون بالحجج الدامغة من الكتاب والسنّة لدفع المناوئين.
ويعتبر يوم الغدير عيداً رسميّا في جميع المدن، وحتّى القرى والقصبات، ويحترم ملايين المسلمين شيعتهم وسنّتهم هذا اليوم، وينشغلون فيه بالآداب العباديّة والأمور الحِسبيّة والقُربيّة.
إنّ سنّة الاحتفال والتعييد في يوم الغدير قد خلّدت هذه القصّة، ورسخّت نصّ الغدير وأرست دعائمه، وسلّمه الأوّلون للأجيال القادمة.

    

كيف نحتفل بعيد الغدير؟

وإنّ السهر للعبادة في ليلة الغدير، وصِلَة الأرحام والضعفاء، والتوسيع على العيال، والتزيّن، وارتداء الملابس الجديدة والأثواب النظيفة، والإحسان والبرّ، وتوسيع الخيرات والمبرّات في هذا اليوم، كلّ ذلك يعتبر من البواعث على بقاء هذا الأثر الخالد، ليذهب الناس وراء جذر الغدير ومنبعه، ويتفحّصوا عن أصله، فتنمو أغصان الإيمان في قلوبهم وتقوى يوماً بعد يوم.

    

دعوة الإيرانيين إلى الاهتمام بعيد الغدير وهجران بدعة النيروز

وكم يحسن بالإيرانيين في زماننا هذا الذي تأثّروا فيه بالثقافة الغربيّة، وابتلوا بالعادات والمراسم القوميّة القديمة والأعياد المجوسيّة والزردشتيّة، فتراهم في أيّام النيروز غالبًا ما يهيؤون الملابس الجديدة لهم ولأسرهم، ويحتفلون ويعلنون الفرح والسرور، فكم يحسن بهم أن يهجروا هذه البدعة الرذيلة ويتّخذوا مكانها يوم الغدير الذي هو عمود الإيمان عيداً لهم، ويجعلوه عطلة رسميّة تمتدّ أيّاماً للقيام بالتزاور والأفراح، وارتداء الملابس الجديدة بدل الملابس البالية، فيتنازلَ شيطان الطبيعة القبيح عن مكانه لملاك الرحمة، ولا يُسْتَغْفَلَ الشيعيُّ فيقعَ في الفخّ بنحو غير مدروس، وهو الذي كان ولا يزال معروفًا بممارسة أعماله عن تعقّل ورويّة.
إنّ عيد الغدير يربط ماضي مدرسة التشيّع بحاضرها ومستقبلها في كلّ عام، ويوصل بعض حلقاتها ببعض، ويمنحها الدوام والاستمرار، ويواصل تبكيته الشيطانَ المشؤوم وغول الاستكبار وجموح النفس، ويخلّد الجهاد ضدّ ذلك.
و من الضروريّ هنا أن نذكر نقطتين:

    

عدم اقتصار عيد الغدير على الشيعة

الأولى: أنّ هذا العيد لا يقتصر على الشيعة فحسب، وإن كانت لهم عناية به وميل خاصّ إليه، وإنّما اشترك معهم سائر المسلمين في احترامه والتعيّد به، ولم يشذّ منهم إلّا النواصب والخوارج. وعلى هذا الأساس قال المَسعوديّ: قال النبيّ الأكرم في أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في غدير خُمّ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيّ مَوْلَاهُ". وذلك في اليوم الثامن عشر من شهر ذي‏ الحجّة، وغدير خمّ بقرب الماء المعروف بالخرّار بناحية الجُحْفَة، ووُلْدُ عَلِيّ وشِيعَته يُعَظِّمُونَ هَذَا اليَوْمَ.[8]
و قال محمّد بن طلحة الشافعيّ، أخرج الترْمُذِيّ في صحيحه بإسناده عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيّ مَوْلَاهُ"، أورده بهذا اللفظ ولم يزد عليه شيئاً. ولكن ذكر غير الترمذيّ أيضاً اليوم [الذي قال فيه رسول الله ذلك‏]، والموضع [الذي بيّنه فيه‏]، فذكر الزمان وهو عند عود رسول الله من حِجَّة الوَدَاع في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، وذكر المكان وهو ما بين مكّة والمدينة يسمّى خمّاً في الغدير الذي تقدّم، هناك. فسمّي ذلك اليوم يوم غدير خُمّ. وذكره أميرالمؤمنين عليه السلام نفسه في شعره الذي تقدّم، وصار ذلك اليوم عيداً ومُوسماً [لاجتماع الناس‏] لكونه كان وقتاً خصّ رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً بهذه المنزلة العلية وشرّفه بها دون الناس كلّهم![9]
و ذكر ابن خَلَّكان في ترجمة المُسْتَعْلي بن المستنصر أنّه بُويِعَ في عيدِ غَديرِ خُمٍّ، وهو الثامن عشر من ذي الحجّة سنة سبع وثمانين وأربعمائة.[10]
و قال العلّامة الأميني: قال ابن خَلّكان أيضاً في ترجمة المُسْتَنْصِر بالله العبيديّ: توفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجّة سنة 487.
ثمّ قال ابن خَلّكان: هذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، أعني: ليلة الثامن عشر من ذي الحجّة، وهو غدير خُمّ (بضمّ الخاء وتشديد الميم). ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجّة؟ وهذا المكان بين مكّة والمدينة، وفيه غدير ماء، ويقال: إنّه غيضة هناك. ولما رجع النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله من مكّة شرّفها الله تعالى عام حجّة الوداع، ووصل إلى هذا المكان، وآخى عليّ بن أبي طالب وقال: "عَلِيّ مِني‏كَهَارُونَ مِنْ موسى، اللهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وانْصُرْ مَنْ‏ نَصَرَهُ، واخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ".
و للشيعة به تعلّق كبير.
وقال الحازميّ: غدير خمّ واد بين مكّة والمدينة عند الجحفة غدير عنده خطب النبيّ. وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدّة الحرّ. إلى آخر كلام ابن خلّكان.
و قال الثعالبيّ في «ثمار القلوب» بعد أن عدّ ليلة الغدير من الليالى المشهورة (و المعروفة) عند الأمّة: وهي الليلة التي خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله في غدها بغدير خُمّ على أقتاب الإبل، فقال في خطبته: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيّ مَوْلَاهُ. اللهُمَّ والِ مَن والاهُ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، واخْذلْ مَنْ خَذَلَهُ". والشيعة يعظّمون هذه الليلة ويحيونها قياماً.[11]
و ممّا يدلّ على هذا العيد، التهنئة لأميرالمؤمنين عليه السلام من الشيخين، وأمّهات المؤمنين (نساء رسول الله)، وغيرهم من الصحابة بأمر رسول الله، ومعلوم أنّ التهنئة من خواصّ الأعياد والأفراح.

    

امتداد عيد الغدير إلى زمان النبيّ صلوات الله عليه وآله

الثانية: أنّ عهد هذا العيد يمتدّ إلى زمن النبيّ، كما تدلّ على ذلك كتب التأريخ، وهو اتصال للدور النبويّ، فكانت بداية يوم الغدير في السنة العاشرة من الهجرة بعد حجّة الوداع، لما أصحر رسول الله بالأمر في تلك المراسم التي أقيمت في ساحة فسيحة، وبحضور الملأ من المسلمين، وأبان فيها مستقرّ إمرته وحكومته من الوجهة الدينيّة والدنيويّة، وحدّد لهم مستوي أمر دينه الشامخ وطريقه الواضح جيلًا بعد جيل ونسلًا بعد نسل، وقال: "فَلْيُبَلِّغ الشَاهِدُ الغَائِبُ"، ويتحدّث عن هذا المشهد العظيم بعد عودته إلى وطنه، وعلى هذا، فإنّ ذلك اليوم كان موسماً عظيماً ويوماً مشهوداً يسرّ كلّ معتنق للإسلام، ويبهجه بهذه الموهبة الكبرى وهو يرى البناء الرصين للإمامة وخلافة المسلمين، ويشهد استمرار طريق الشريعة وديمومة أنوار أحكامها، فلا تلويها الآراء الفاسدة والأهواء الكاسدة عن مسارها، وتتمكّن النفوس المشتاقة والأرواح الشائقة إلى بلوغ المعنويّات من التحرّك في ضوء هذا المنهج حتّى يوم القيامة، فتظفر بالكمال النفساني من القوّة والاستعداد إلى الفعليّة.
و أيّ يوم أعظم وأكبر وأشرف من يوم الغدير؟! إذ أكمل فيه الدين، وتمّت فيه النعمة، ولاح فيه واضح الطريق، وعظم فيه التمسّك بعروة الحقّ الوثقى. فهو العيد الأعظم الذي نوّه به القرآن الكريم بواسطة جبرائيل الحامل الأمين للوحي الإلهيّ، وبلسان رسول الله وإرشاده وخطابته وأمره وإنشائه، وأرسى دعائمه على هذا الأساس المتين.

    

دعوة الملوك أن يعيّدوا بعيد الغدير بدل ذكرى التتويج‏

ولئن اتّخذ الملوك في عصرنا هذا يوم تسنّمهم عرش السلطنة عيداً خطأً وزلّةً، وجفاءً وغفلةً وأقاموا فيه المحافل البهيجة المليئة بالسرور والحبور، والتنوير، ونثر الحلوى، وإلقاء الخطب، وإنشاء القصائد والأشعار، وبسط الموائد التي تتزيّن بألوان الطعام، كما جرت به العادات بين الأمم والأجيال، فمن المناسب أن يكفّوا عن هذه الاعتبارات، ويتجاوزوا هذه الأوهام، ويتّخذوا كلّهم وبأجمعهم يوم الغدير عيداً، وهو يوم حكومة العدل، وإمارة الإنصاف، ويوم إمامة الحقّ وولاية الله العظمى، ويدعوا الناس والأمّة إلى هذا الطريق والمنهج ـ ونِعْمَ المَنْهَجُ القَويمُ ـ ويحتفلوا ويعيّدوا في ذلك اليوم الذي جاء فيه النصّ من رسول الله وهو الذي لَا ﴿يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾، ويبجّلوه ويكرّموه بكلّ ما للتبجيل والتكريم من معنى، ولما كان عيداً دينيّاً وإلهيّاً، فلا يقصّروا في زيادة الأعمال المَقرِّبة إلى الله من صوم، وصلاة، ودعاء، وزيارة المؤمنين، وتهنئتهم، ومصافحتهم بوضع كفّ اليد اليمنى على أكفّهم، ويقولوا شاكرين للّه المنان على هذه الموهبة:
"الحَمْدُ لِلَّهِ الذي جَعَلَنَا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بَوْلَايَةِ أميرِالمؤمِنِينَ والأئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ".و كذلك يقوموا بوجوه البرّ والإحسان، من قبيل تقديم الخواتم والألبسة، وإهداء العطر والبخور والعبير، وإطعام المؤمنين بالأخصّ الضعفاء والفقراء والأرحام وأهل العلم، والطلّاب الذين يقرنون علمهم بالعمل، وسالكي سبيل الله من الثائرين وعشّاق مولى الموالى عليه السلام ويفعلوا ذلك كلّه بنحو أتمّ وأكمل.

    

مصافقة الناس وبيعتهم أميرالمؤمنين عليه ‏السلام في يوم الغدير

ولذلك كلّه أمر رسول الله بعد الفراغ من الخطبة أن ينصبوا لأمير المؤمنين خيمة، وأمر المؤمنين أن يهنّئوه على تمام النعمة وكمال الدين الذي أثمر ربط الولاية بالنبوّة، وأتحف الأمّة بفاكهة الحياة الطازجة.
و أمر كبار قريش وشيوخ الأنصار والمهاجرين ووجوهم بتهنئة أميرالمؤمنين عليه السلام، والسلامِ عليه بإمرة المؤمنين: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أميرَالمؤمِنِينَ، والإذعان بإمارته وولايته. كما أمر الشيخين: أبا بكر، وعمر، وزوجاته أن يدخلوا عليه، ويهنّئوه، ويسلّموا عليه بالإمامة والحكومة على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصّة الولاية وتصدَّر الأمر والنهي في دين الله وإدارة شؤون المسلمين بوصفه خليفة رسول الله.[12]

    

مزايا كلام المرحوم العلامة الطهرانيّ رضوان الله عليه

فمن الواضح في هذه الكلمات أنّه تمّ صياغة ارتباط الإنسان بعالم القدس من خلال أجواء الولاية وبثّ روحها في نفوس الناس وحالاتهم. والحقّ أنّ أمثال هذه الكلمات قد نبعت من روح وقلب وفكر إنسان تحقّق هو أولًا بحقيقة الولاية العَلويّة، حتّى غدت شراشر وجوده تغتذي من منبع الوحي والولاية الحقّة ذاك، ورجل كهذا يمكنه جيّدًا أن يلمس تأثير اتّباع السنن الجاهليّة والإسلاميّة النابعة من الوحي بقلبه وروحه وضميره، ثمّ يوصي بذلك غيره.
وهنا ينجلي كم من فارق بين العالم العارف والمطّلع على حقائق عالم التشريع والتكوين وأسرارهما، وبين سائر الأفراد وعلماء الظاهر! أولئك الذين لا يكتفون من أنفسهم بعدم الاطلاع على شيء من تلك المراتب ومراحل القرب، بل يعملون على تأييد وإمضاء وإثبات ذاك النوع من العادات والسنن، ويوصون بها الآخرين![13]

    

تعامل أمير المؤمنين مع النيروز يكشف عن بطلانه

    

1.عدم قبوله عليه السلام لهدايا النيروز

وهلى هذا الأساس نرى أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن يقبل بهدايا النيروز التي كانت تقدّم إليه، فقد أورد البخاري المولود عام 256 هـ في تاريخه الكبير عن أيوب بن دينار عن أبيه أنّ عليًّا كان لا يقبل هدية النيروز.[14]
ويقول الآلوسيّ في كتاب بلوغ الأرب: قدِم النّبیُّ المدینةَ ولهم یومان یلعَبون فیهما، فقال: "ما هذان الیومان؟" فقالوا: کنّا نلعَب فیهما فی الجاهلیّة. فقال: "قد أبدَلَکم اللهُ تعالی بهما خیرًا منهما، یومَ الأضحیٰ ویومَ الفِطر". قیل: «هما النَّیروز والمِهرَجان.»[15]
لا شكّ أنّ الانصراف إلى السرور والترويح عن النفس أمر لا إشكال فيه، ولكن حيث إنّ ذلك كان يقع في يوم يذكّر بسنن وآداب الجاهليّة لذلك فقد نهى عنه رسول الله وحذّر منه، وقد طلب رسول الله منهم أن يتّخذوا بدلًا من هذين اليومين يومين آخرين للاحتفاء والفرح والسرور والعيد وهما يوما عيد الأضحى وعيد الفطر.

    

2.استفساره عن سبب تقديم هدايا النيروز وتظاهره بتجاهله

ومن الأدلّة الواضحة على بطلان عيد النيروز أنّهم حين أتوا أمير المؤمنين عليه السلام بهدية سأل سلام الله عليه: ما هذا ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين اليوم النيروز ، فقال عليه السلام: "اصنعوا لنا كل يوم نيروزًا".[16] (يريد بذلك أن يقدّموا له كلّ يوم من هذه الأطعمة!) ولو كان النيروز على الحال الذي وصفته به الرواية الكاذبة المجعولة عن الإمام الصادق عليه السلام[17] لكان على أمير المؤمنين عليه السلام أن يبدي ردّة فعل مدهشة ويقوم بتعظيم وتمجيد ومدح ذلك اليوم، لا أن يتظاهر بعدم المعرفة ثمّ يجيب بجواب كهذا. وهذا بنفسه قرينة وشاهد صدق بأنّه لا معنى للنيروز في الإسلام وأنّه لم يجعل له أيّة قيمة فيه.[18]
[ملاحظة: قامت لجنة ترجمة وتحقيق دورة علوم ومباني الإسلام والتشيّع بإعداد هذا البحث بالاعتماد على مجموعة من الكتب القيّمة خصوصاً كتب سماحة العلاّمة آية الله السيد محمّد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه وكتب العلاّمة الطباطبائي رضوان الله عليه وكتب سماحة آية الله السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني حفظه الله مع الإشارة إلى المصادر في مواضعها من المتن، ومن الجدير بالذكر أنّ اللجنة قد قامت بترجمة المقاطع التي اُخذت من الكتب التي لم تترجم بعد، كما قامت بمطابقة المتون المترجمة مع المتن الفارسي للكتاب]


[1] ـ للاطلاع على تأثير الثقافة على أفكار المجتمع انظر رساله اجماع، لسماحة آية الله السيّد محمّد محسن الحسيني الطهراني، ص 19 و25 والكلام القيّم للعلاّمة الطباطبائي ـ رضوان الله علیه ـ في المیزان، ج ‌4، ص 97؛ حيث يقول: ...وبالجملة لازم ذلك على ما مرت الإشارة إليه تكوّن قوىً و خواصّ اجتماعيّة قوية تقهر القوى والخواصّ الفرديّة عند التعارض والتضاد، على أن الحسّ والتجربة يشهدان بذلك في القوى والخواصّ الفاعلة والمنفعلة معًا، فهمّة الجماعة وإرادتها في أمر كما في موارد الغوغاءات وفي الهجمات الاجتماعيّة لا تقوم لها إرادة معارضة ولا مضادّة من واحد من أشخاصها وأجزائها، فلا مفرّ للجزء من أن يتبع كلّه، ويجري على ما يجري عليه، حتى أنه يسلب الشعور والفكر من أفراده وأجزائه، وكذا الخوف العام والدهشة العامة كما في موارد الانهزام ... أو ما هو دونها كالرسومات المتعارفة والأزياء القوميّة ونحوهما تضطر الفرد على الاتباع وتسلب عنه قوة الإدراك والفكر... إن تربية الأخلاق و الغرائز في الفرد وهو الأصل في وجود المجتمع لا تكاد تنجح مع كينونة الأخلاق والغرائز المعارضة والمضادة القويّة القاهرة في المجتمع إلا يسيرًا لا قدر له عند القياس والتقدير.

[2] ـ انظر معرفة الإمام ، ج 2، ص 72؛ ج 14، ص 69 نقلًا عن الميزان ج12 ص 106؛ أسرار الملکوت، ج 2، ص 216.

[3] ـ انظر كتاب: حیات جاوید، ص 32.

[4] ـ سوره القصص (28) آیه 56.

[5] ـ [لمزيد من التفصيل انظر كتاب صلاة الجمعة، لسماحة آية الله العلامة السيّد محمّد حسين الحسيني الطهراني مع مقدّمة وتعليقات سماحة آية الله السيّد محمّد محسن الحسينيّ الطهراني].

[6] ـ [تجدر الإشارة إلى أنّ العلامة الطهراني ـ رضوان الله علیه ـ والمؤلّف المحترم يقولان بالوجوب المطلق للحج بالنسبة إلى الاستطاعة لا بالوجوب المشروط. (المحقّق)]

[7] ـ [ثمرة الأترج وهو شَجَرٌ مِن فَصِيلَةِ البُرْتُقَالِيَّاتِ ، يُعْطِي ثِمَاراً أَكْبَرَ مِنَ الَّليْمُونِ لاَ يُؤْكَلُ ، يُصْنَعُ مِنْ قِشْرِهِ مُرَبَّى ، عَصِيرُهُ حَامِضٌ يُعْرَفُ بِالكَبَّادِ وَتُفَّاحِ العَجَمِ]

[8] ـ «التَّنْبيه والإشراف» ص 221 و222.

[9] ـ مَطالب السؤل، ص 16.

[10] ـ وفیات الأعیان، طبع بیروت، ج 1، ص 180.

[11] ـ الغدیر، ج 1، ص 268 و 269.

[12] ـ معرفة الإمام، ج‏9، ص: 176ـ 192. علمًا أن الهيئة العلميّة قابلت النصّ بالأصل الفارسي وأجرت عليه بعض التعديلات.

[13] ـ تمّ تفصيل هذا الموضوع في الجزء الثاني من کتاب أسرار الملکوت.

[14] ـ التاریخ الکبیر، ج 4، ص 201.

[15] ـ بلوغُ الأرَبِ فی معرفة أحوال العرب، ج 1، ص 364.

[16] ـ من لا يحضره الفقيه، ج3، ص 300.

[17] ـ [انظر: الصفحة 137 من كتاب (نوروز در جاهليّت واسلام)].

[18] ـ [انظر كتاب (نوروز در جاهليّت واسلام) الفصل الرابع ص 218 وما بعدها. على أنّ من يرغب في مناقشة أدلّة النيروز مناقشة فنيّة عليه مراجعة سائر فصول الكتاب].

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی